حث مجلس الأمن الجزائر، التي افتعلت نزاع الصحراء المغربية، وتعمل على إطالة أمده لأسباب جيوسياسية ورثتها عن الحرب الباردة، على العمل بشكل بناء مع المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، بروح من التوافق، طوال مدة العملية السياسية، بشكل يضمن نجاح هذه العملية. جاء ذلك في تقرير للأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريس، إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة، يشمل الفترة الممتدة من 2011 إلى 2020، بحث مجلس الأمن لقضية الصحراء المغربية باعتبارها نزاعا إقليميا، بموجب الفصل السادس من ميثاق الأممالمتحدة المتعلق بالتسوية السلمية للنزاعات. وأوضح غوتيريس، أنه "خلال الفترة المذكورة، واصل مجلس الأمن دراسة تقارير الأمين العام واتخذ قرارات بشأن الوضع المتعلق بالصحراء"، مضيفا أن "مبعوثي الأمين العام وممثليه الخاصين واصلوا التشاور مع الأطراف حول سبل معالجة الوضع". ويرى إدريس الكريني، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاضي عياض بمراكش، أنه رغم ادعائها المتكرّر للحياد في ملف معروض على الأممالمتحدة، فإن واقع الممارسة يؤكّد أن الجزائر تسخّر كل إمكانياتها الاقتصادية والدبلوماسية والسياسية لدعم "البوليساريو". وأضاف الكريني، في تصريح لهسبريس، أن الجزائر "لا تترك أي مناسبة، إقليمية أو دولية، لإطلاق تصريحات مسيئة إلى وحدة المغرب، مما يشكّل تشويشا على كل الجهود التي تبذلها الأممالمتحدة على طريق تسوية هذا الملف". وسجل أستاذ العلاقات الدولية أن الأممالمتحدة، كما عدد من دول العالم، باتت واعية بالدور التحريضي الذي تقوم به الجزائر في هذا الخصوص، مما يفرغ أي مبادرة بنّاءة من أهميتها، مشيرا إلى أنه من أجل ذلك دعت العديد من قرارات مجلس الأمن، خلال السنوات الأخيرة، الدول المجاورة إلى توفير أجواء سليمة تدعم العملية السياسية، في إطار من حسن النية، وفي ذلك إشارة واضحة إلى الجزائر، يضيف الكريني. ويأتي تأكيد الأمين العام الأممي على دور الجزائر في هذا النزاع، في تقريره المقدم إلى الجمعية العامة باعتبارها "برلمانا دوليا"، حسب الكريني، ليبرز للعالم وللأمم المتحدة أهمية نأي الجزائر عن هذا الملف، الذي تشرف عليه الأممالمتحدة بحسن نية، مضيفا أن ذلك سيكون عاملا مساعدا وداعما لإنهاء هذا النزاع، خاصة بعد طرح المغرب مشروع الحكم الذاتي، الذي أشاد بجديته ومصداقيته المجلس في عدد من قراراته. جدير بالذكر أنه من خلال ذكره للحل السياسي حصرا، والقرار 2494، ومسلسل الموائد المستديرة، تجاهل الأمين العام للأمم المتحدة كليا، كما فعل منذ عقدين، خطة التسوية والاستفتاء، مؤكدا، مرة أخرى، إقبار المحاولات اليائسة والعقيمة التي قامت بها الجزائر وصنيعتها، جماعة "البوليساريو" المسلحة الانفصالية، لإحياء هذه المخططات البالية التي أقبرها مجلس الأمن منذ سنة 2001.