يشكو سكان عدة أحياء بمدينة قلعة السراغنة، كجنان بكار، وحي المرس، والقدس، وبلوك الحرشة والنخلة 1 والنخلة 2، من سحابة دخان تسبب فيها المطرح البلدي، ومازالت مستمرة إلى حدود الأحد. وكانت النيران شبت في النفايات الصلبة المنتشرة في أرجاء المطرح، السبت، فتصاعد دخان خانق تركت روائحه أثرا سيئا على صحة السكان: من قبيل ضيق التنفس ومعاناة على مستوى الصدر للعديد من الأطفال الصغار وكبار السن. ودفعت سحب الدخان الخانق سكان هذه الأحياء إلى قضاء ليلة بيضاء، بسبب الروائح الكريهة التي انتشرت بجوار المطرح البلدي، إثر حريق مازالت أسبابه مجهولة، حسب تصريحات متطابقة من بعض السكان لهسبريس. وتزامن هذا الحريق مع ارتفاع درجة الحرارة وهبوب رياح شرقية، أدت إلى انتشاره وجعلت عناصر المطافئ تكابد للسيطرة على ألسنة النيران التي التهمت كمية كبيرة من النفايات الصلبة، دون أن تخلف خسائر في الأرواح، كما خلقت رعبا واستياء لدى ساكنة الأحياء المحيطة والقريبة من المطرح. مصطفى حرمة الله، فاعل جمعوي بمدينة السراغنة، قال في تصريح لهسبريس: "نظمنا احتجاجا منتصف ليلة السبت، أمام مقر العمالة، تنديدا باستمرار معاناة السكان، وما تسببه روائح المطرح البلدي طيلة السنوات الثلاث الأخيرة"، وتابع: "رئيس المجلس البلدي يواجهنا بعجز الجماعة عن حل هذا المشكل المؤرق، لضعف الميزانية، خاصة أنها مدينة للمكتب الوطني للكهرباء بملايين السنتيمات، والمطرح في حاجة إلى ملياري سنتيم". وأورد المتحدث ذاته: "نطالب بالإسراع في تدخل جميع الجهات المسؤولة لوضع حد للمشاكل البيئية الخطيرة التي يطرحها المطرح البلدي"، مضيفا: "سنجتمع مع قائد المقاطعة الإدارية التي يوجد المطرح في إطار نفوذها الترابي، الإثنين، لعرض مطالبنا". أما نور الدين أيت الحاج، رئيس جماعة قلعة السراغنة، فأوضح أن "مجموعة من الآليات تقوم مباشرة بعد الحريق بجمع النفايات في مكان واحد، كما تم تعيين حراس إضافيين لحماية المطرح ووضع حد للحرائق المقصودة"، وواصل في تصريحه لهسبريس: "خصصنا 120 مليون سنتيم لإبرام صفقة لطمر النفايات، كحل مؤقت في انتظار إحداث المطرح الإقليمي، الذي تقدمنا فيه كثيرا بعد اقتناء العقار المخصص له".