بعد سماح السلطات المغربية بدخول أفراد الجالية المغربية والمغاربة العالقين في الخارج إلى أرض الوطن، وبعد انتظارهم الطويل الذي دام أزيد من أربعة أشهر، بسبب تفشي وباء كورونا، تواجههم اليوم مشاكل لم تكن في حسبانهم تتعلق بإجراءات السفر الصعبة. خبر السماح لأفراد الجالية المغربية بالخارج بالعودة إلى أرض الوطن تلقته الجالية بفرح شديد بعد أن تم بثه عبر وسائل الإعلام، وبعد ذلك اتضح أن السفر ليس بالأمر السهل نظرا للشروط التي اشترطتها السلطات المغربية لدخول التراب الوطني، وانقسمت آراء أفراد الجالية بين مؤيد ومعارض لهذا القرار. جريدة هسبريس الإلكترونية حاورت مغاربة مقيمين بكل من فرنسا وبلجيكا وهولندا، عبر أغلبهم عن استيائهم وحيرتهم، لأن زيارتهم إلى أرض الوطن ستكلفهم مبالغ مالية باهظة مقارنة مع السنوات الماضية، وجلهم تأثر بتداعيات وباء فيروس كورونا. وإضافة إلى المبالغ المالية التي يتوجب عليهم توفيرها للسفر، فإن ثمن الحصول على شهادة طبية لتحليل "PCR"، الذي يثبت أن الشخص خال من فيروس كورونا والتحليل "السيريولوجي"، وصل إلى 190 يورو للشخص الواحد في بعض الدول الأوروبية مثل هولندا. وعلى الرغم من ذلك، فإن أفراد الجالية مصرون على زيارة المغرب، كما اتضح ذلك من خلال التصريحات التي استقتها هسبريس منهم، حيث صرح بعضهم بأن الوطن "غالٍ، وحب الوطن لا يقدر بثمن". أحد المغاربة القاطنين في أوروبا قال إن المغرب "بلد أجدادنا وأولادنا وحب الأوطان من الإيمان". وفيما يخص المغاربة العالقين في الخارج، فإن وضعيتهم أكثر تعقيدا نظرا لنفاد كل النقود التي كانت بحوزتهم وانتتهاء عمليات الترحيل المجانية التي خصصتها الحكومة المغربية لهم. وبخصوص نقل جثامين المغاربة المتوفين بالخارج إلى أرض الوطن، فإلى حد الآن ليست هناك أي معلومات حول استئناف هذه العملية المتوقفة منذ إغلاق المغرب للحدود الجوية بسبب فيروس كورونا، حسب إفادة نورالدين بلعياشي، مدير مكتب الخطوط الملكية المغربية بهولند. وفي مكالمة هاتفية، أضاف المسؤول نفسه أن الشركة خصصت رحلتين في الأسبوع تربطان مدينة أمستردام الهولندية بمدينة الدارالبيضاء يومي الجمعة والأحد، موضحا أنه في حالة زيادة الطلب، ستتم زيادة عدد الرحلات. وعن غلاء التذاكر، قال المصدر نفسه إن ذلك يتعلق بفترة العطلة الصيفية ومسألة العرض والطلب، وختم بالقول إن جميع شركات الطيران في العالم تعرف زيادة في أسعار التذاكر في وقت الذروة، وإن أسعار الخطوط الملكية المغربية تبقى عادية وأرخص مقارنة مع شركات أخرى. وقد سبق لرئيس وزراء هولندا أن حذر كل من أصبح عالقا خارج البلاد أن يتحمل المسؤولية كاملة فيما يخص العودة، نظرا إلى أن هولندا صنفت المغرب من بين الدول صاحبة اللون البرتقالي القريب من اللون الأحمر الذي يعتبر خطرا على سلامة المواطنين. وعلى الرغم من ذلك، فإن القنصليات المغربية بهولندا تشهد إقبالا متزايدا لأفراد الجالية المغربية للحصول على جوازات السفر والبطائق الوطنية المغربية استعدادا للسفر إلى أرض الوطن، كما أكد ذلك محمد المتوكل، القنصل العام لمدينة أمستردام. ولوحظ أيضا، يضيف القنصل المغربي بالعاصمة الهولندية، توافد أفراد الجالية الذين يبحثون عن المعلومات التي تخص إجراء التحاليل الطبية كشرط للسفر إلى المغرب. وأكد المسؤول المغربي أن القنصليات المغربية بهولندا تقدم يد المساعدة للمغاربة الراغبين في زيارة أرض الوطن في كل ما يتعلق بالإرشادات الخاصة بإجراء الفحوصات في المختبرات الطبية، وغير ذلك.