لا تتوانى الجزائر عبر مختلف الوسائل في الهُجوم بشكل مجاني على المغرب بمناسبة وبدونها، حتى بات يُخيل للمرء أن الرباط هي السبب وراء مشاكل الجارة الشرقية، اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً. آخر فصول هذا الهجوم المجاني برز في مقال لصحيفة "الشروق"، المقربة من المخابرات الجزائرية، اتهمت فيه المغرب بالتشويش على الجزائر لافتكاك جزء جديد من مشروعها المغمور "ديزرتيك" (Desertec)، الذي كانت تسعى من خلاله منذ سنة 2003 لتمويل القارة الأوروبية بالكهرباء، انطلاقاً من الطاقة الشمسية بالصحراء الجزائرية. وقالت الصحيفة إنه "تزامناً مع إعلان الجزائر عن عودة طرح هذا المشروع المجمد لسنوات، فتحت المملكة المغربية مفاوضات مع بريطانيا لافتكاك جزء جديد من هذا المشروع، بحضورها كافة المؤتمرات والتنظيمات الخاصة بالطاقة الشمسية والمتجددة، عربياً وعالمياً". وأورد المصدر الإعلامي تصريحاً لعُضو لجنة المالية والميزانية بالبرلمان الجزائري، عمار موسي، أشار فيه إلى "غياب تمثيل للجزائر في اجتماعات الهيئة العربية للطاقات المتجددة، المنعقدة الأسبوع الماضي"، مورداً أن هذا الاجتماع، الذي شاركت فيه شركات نفطية ووزراء عرب، حضره ممثلون عن وزارة الخارجية المغربية. وذهب المقال إلى "دعوة الجزائر للانخراط في هذه الهيئات التي تضم الجهات الرسمية وغير الرسمية، حتى ترسم لنفسها مكاناً في سوق الطاقات المتجددة، وتمنع سيطرة المغرب والأردن واكتساحها لجميع المشاريع"، مضيفة: "يجب عدم ترك المغرب تستحوذ على السوق، وتكون لها سلطة التوجيه". تعليقاً على الموضوع، قال نوفل البعمري، مُحام وباحث، إن "الحملة التي يقودها الإعلام الجزائري على المغرب، خاصة فيما يتعلق بموضوع الطاقة، ما هي إلا تعبير عن انزعاج وقلق من المشاريع الطاقية الكبرى التي أطلقتها المملكة منذ سنوات". وأضاف البعمري، في تصريح لهسبريس، أن "الجزائر منزعجة بالأساس من مشاريع الطاقة البديلة التي تم تدشينها بورزازات التي ستُحول المغرب إلى مُنتج للطاقة الكهربائية ومُصدر لها، خاصة مع استمرار تطور المشروع الذي تشرف عليه الوكالة المغربية للطاقة الشمسية التي عملت من خلال الرؤية التي وضعها الملك للمشروع لاستغلال الثروة الطاقية الشمسية، خاصة بورزازات، وإعادة إنتاج الكهرباء". وأورد الباحث المغربي أن هذه المشاريع "فتحت أسواقاً جديدة للمغرب في هذا الباب، وأصبح بفضلها منافساً قوياً في السوق العالمية الطاقية". ولفت البعمري في هذا الصدد إلى أن "انزعاج النظام الجزائري هو تعبير عن نجاح مغربي في إطلاق مشاريع عملاقة تتعلق بتوليد الطاقة ودخول المملكة للسوق الطاقية كمنافس حقيقي". في المقابل، ذكر البعمري أن "مشاريع النظام الجزائري أفلست، وهي تعتمد فقط على البترول والغاز، وما يعرفه هذا القطاع من مشاكل حقيقية أثر على الاقتصاد الجزائري وأدى به إلى الإفلاس". وبحسب المتحدث، فإن "إفلاس الاقتصاد الجزائري كان واحداً من الأسباب الحقيقية التي أدت إلى خروج الشارع الجزائري ومطالبته بالعدالة الاجتماعية وتوزيع الثروة ومحاكمة ناهبي المال العام الجزائري، خاصة الجنرالات المتورطين في ذلك".