مع الرفع التدريجي لتدابير الحجر الصحي وارتفاع درجات الحرارة، يزداد الإقبال على نشاط تجاري فريد من نوعه، وهو عربات الطعام (Food Trucks)، التي أصبحت تؤثث الفضاءات العمومية من حدائق وشوارع كبيرة، من أجل الاقتراب أكثر من الزبناء المتعطشين لتناول الوجبات الخفيفة والشهية المقدمة في الهواء الطلق. ولا تكاد تخلو هذه العربات طيلة اليوم من الزبناء، لاسيما وأنها تقدم أطباقا متنوعة ترضي جميع الأذواق وبأثمنة مناسبة. وبحجمها الصغير وألوانها الزاهية الجذابة، يسهر على تأمين الخدمة بهذه العربات، التي أضحت منافسا حقيقيا للمطاعم التقليدية، عدد من العاملين لا يتجاوز شخصين أو أربعة على أبعد تقدير. وبنفقات تشغيل منخفضة، يبدو مستقبل هذا النشاط التجاري أكثر ازدهارا على حساب المطاعم التقليدية، خاصة خلال الفترة الحالية التي أصبحت فيها ملزمة بالتقيد بمجموعة من الإجراءات الوقائية، بينما يمكن لعربات الطعام المتنقلة الاكتفاء باحترام بعض التدابير الحاجزية لتزاول نشاطها. ويكمن سر الإقبال على المطاعم المتنقلة في حسن اختيار هذه الأخيرة لفضاءات مثالية لعرض خدماتها واستقطاب الزبناء، خاصة من فئة الأطفال واليافعين. وفي هذا الصدد، يتقاسم منير ميموني (32 سنة)، في تصريح صحافي، تجربته كصاحب عربة طعام متنقلة بمدينة القنيطرة، أطلق عليها اسم (Chez moon's)، حيث أكد أن فكرة إنشاء مشروعه الخاص في مجال المطعمة جاءت بعد تجربة أولية دامت خمس سنوات كمسير لمطعم تابع لشبكة مطاعم دولية تقدم وجبات سريعة، ورحلة استكشافية إلى فرنسا. وأضاف "الشيف" منير أن الاختيار الذي كان أمامه هو فتح مطعمه الخاص أو إطلاق عربة طعام متنقلة، مشيرا إلى أنه بعد دراسة جدوى، استقر رأيه على إطلاق عربته المتنقلة سنة 2019، بعد أن حصل على ترخيص من الشرطة الإدارية المحلية. وأشار إلى أن السلطات اقترحت عليه أربعة فضاءات فقط بالمدينة لركن عربته، لتفادي أي منافسة غير شريفة للمطاعم التقليدية، مؤكدا أنه يتم احترام كافة التدابير الصحية والأمنية والوقائية التي تفرضها السلطات. وأضاف أن عربته المتنقلة تطلبت استثمارا قيمته 330 ألف درهم وتوفر العمل لشخصين، مشيرا إلى أن هذا المشروع مربح لكن نجاحه يرتكز على توفير الجودة والخدمة الجيدة. وأوضح ميموني أن تنقل عربته من نقطة إلى أخرى، حسب ما هو ممكن وفق الرخصة التي يتوفر عليها، يتم حسب الطلب (مواسم العطل، مواقع سياحية...)، مسجلا أنه منذ بدء تفشي جائحة كوفيد -19، وعلى غرار الأنشطة الأخرى، تأثرت نفقات وعائدات مشروعه بشكل كبير (توقف النشاط، تخزين والحفاظ على المواد الغذائية..). غير أن ذلك لم يمنعه من إبداء تفاؤله بشأن مستقبل مشروعه الذي يطمح إلى تطويره وتحويله إلى شبكة مطاعم تساهم في خلق فرص عمل إضافية.