أصبحت طائرات "درون" تشكّل هاجساً حقيقياً للمهاجرين المغاربة الذين يطمحون إلى الوصول إلى الجانب الأوروبي بطريقة غير قانونية، عبر البوابة التّركية اليونانية، إذ إنّ أغلب التّوقيفات التي استهدفت "الحراكة" المغاربة من قبلِ الجيش اليوناني عند الحدود كانت بسبب تسجيلات تبثّها بشكلٍ مباشرٍ طائرات بدون طيّار. وشدّدت السّلطات اليونانية مراقبتها على الحدود البرية والبحرية مع الجانب التّركي، الذي يشهدُ موجة نزوح كبيرة من قبل المهاجرين واللاجئين منذ دجنبر الماضي، عقب إعلان السّلطات التّركية فتح مجالها الحدودي مع اليونان. وتقوم طائرات "درون" المجهّزة بأحدث الأنظمة التكنولوجية المتطورة بطلعات جوية يومية لمسح المجال التّرابي التّابع لنفوذ الدّولة اليونانية، إذ تقوم برصدِ وبثّ صور للمهاجرين المتسلّلين الذين يقصدون أحراش اليونان ليلاً للوصول إلى محطتهم الرّئيسة "تيسالونيك". وقال يوسف (24 سنة) من مدينة زايو إنّ "عناصر الجيش اليوناني قامت بتوقيفه بالقرب من الجدار السّياجي بعدما رصدته طائرة "درون" كانت تبث صوراً له ولرفاقه من السّماء"، مبرزاً أنّه "أثناء التّحقيق يتم عرض الصّور الملتقطة كدليل ضدّ الحراكة". ودفعت الإجراءات الأمنية المشدّدة عند الحدود اليونانية التّركية عشرات "الحراكة" المغاربة إلى التّفكير في العودة إلى أرض الوطن، بعدما فشلوا في العبور إلى المنطقة الأوروبية، خاصة في ظلّ الحصار الذي تشنّه سلطات حلف "النّاتو" عند الجانب اليوناني، الذي شهدَ منذ أسابيع حركية غير مسبوقة. وفشلَ رضى الرّحموني ذو ال20 سنة، الحاصل على دبلوم في التّسويق والصناعات الإلكترونية، في العبور إلى الجانب الأوروبي بعد ثلاث محاولات قادته جميعها إلى السّجن والتّرحيل إلى إسطنبول بعد "رحلة عذاب" قادته إلى أحراش اليونان، قبل أن يتم اعتقاله إلى جانب رفاقه بالقرب من منطقة أدرنة الحدودية. وحاولَ عشرات المغاربة العبور إلى اليونان عبر الحدود التّركية بالقرب من ولاية أدرنة، إلا أنّ انتشار فيروس كورونا في أوروبا وتركيا أخّر وصول دفعات جديدة إلى الجانب الأوروبي، بعد انحسار عمل المهرّبين الذين يتولون نقل المهاجرين إلى مخيمات اللاجئين. وكانت منطقة أدرنة الحدودية تمثّل ملجأً لعدد من المهاجرين المغاربة الرّاغبين في العبور إلى الضّفة الأوروبية، بينما عملت السّلطات التّركية على ضمان نقلهم إلى الحدود بالقرب من اليونان. وقال ياسين، أحد النّاجين من ويلات السّجون اليونانية، إنّ "رحلة العذاب بدأت عندما اعتقلته قوات الناتو بالقرب من الحدود اليونانية التّركية، ليتمّ إرساله بعد ذلك إلى سجن يوناني يبعد عن منطقة "أوزن أبور" بحوالي 20 كلم، حيثُ عاش كلّ أنواع التعذيب النفسي والجسدي".