دفعت الإجراءات الأمنية المشدّدة عند الحدود اليونانية التّركية عشرات "الحراكة" المغاربة إلى التّفكير في العودة إلى أرض الوطن، بعدما فشلوا في العبور إلى المنطقة الأوروبية، خاصة في ظلّ الحصار الذي تشنّه سلطات حلف "النّاتو" عند الجانب اليوناني، الذي شهدَ منذ أسابيع حركية غير مسبوقة. وفشلَ رضى الرّحموني ذو ال20 سنة، الحاصل على دبلوم في التّسويق والصناعات الإلكترونية، في العبور إلى الجانب الأوروبي بعد ثلاث محاولات قادته جميعها إلى السّجن والتّرحيل إلى إسطنبول بعد "رحلة عذاب" قادته إلى أحراش اليونان، قبل أن يتم اعتقاله إلى جانب رفاقه بالقرب من منطقة أدرنة الحدودية. وحاولَ عشرات المغاربة العبور إلى اليونان عبر الحدود التّركية بالقرب من ولاية أدرنة، إلا أنّ انتشار فيروس كورونا في أوروبا وتركيا أخّر وصول دفعات جديدة إلى الجانب الأوروبي، بعد انحسار عمل المهرّبين الذين يتولون نقل المهاجرين إلى مخيمات اللاجئين. وكانت منطقة أدرنة الحدودية تمثّل ملجأً لعدد من المهاجرين المغاربة الرّاغبين في العبور إلى الضّفة الأوروبية، بينما عملت السّلطات التّركية على ضمان نقلهم إلى الحدود بالقرب من اليونان. وتحدّثت هسبريس مع بعض "الحرّاكة" المغاربة المتواجدين في إسطنبول، الذين قدموا من اليونان عبر الحدود البحرية وعاشوا تجربة السّجن لأسابيع، فأكّدوا أنّهم كانوا ينوون الهجرة إلى اليونان قبل أن تعتقلهم سلطات "النّاتو" بعدما قاموا بتجاوز الحدود الفاصلة بين تركيا والمنطقة الأوروبية. وقال ياسين، أحد النّاجين من ويلات السّجون اليونانية، إنّ "رحلة العذاب بدأت عندما اعتقلته قوات الناتو بالقرب من الحدود اليونانية التّركية، ليتمّ إرساله بعد ذلك إلى سجن يوناني يبعد عن منطقة "أوزن أبور" بحوالي 20 كلم، حيثُ عاش كلّ أنواع التعذيب النفسي والجسدي". ويلتمسُ هؤلاء المغاربة العالقون في تركيا من الحكومة المغربية ترتيب عودتهم إلى الوطن في أقرب وقت ممكن، خاصة أنّهم يعيشون متنقلين بين الفنادق وبدون مأوى، وغالبيتهم لم يعدوا يتوفّرون على المال الكافي لقضاء حوائجهم. ولم يتمكن عدد من المغاربة من العودة إلى ديارهم بسبب قرار السلطات إغلاق الحدود الجوية بشكل تام قبل أيام، ويطالبُون بإخضاعهم جميعاً للحجر الصحي وفقا للمعايير المعمول بها دولياً للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حفاظاً على الصحة والسلامة العامة. وعلق آلاف المغاربة في مختلف الدول بالقارات الخمس بعد قرار الرباط تعليق جميع الرحلات الجوية وإغلاق الحدود في وجه جميع الدول لمحاصرة دخول "فيروس كورونا" إلى المملكة، لكن هذا القرار كان صعباً على العديد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في دول تعيش أوضاعاً صعبة بحكم تفشي الوباء فيها. وأضافت المصادر ذاتها أن "خلايا الأزمة هذه تعمل على مدار اليوم، 24 ساعة على 24، لتقديم المساعدة للمغاربة داخل البلدان الموجودين بها"، وأشارت إلى "إعطاء الأولوية للحالات المستعجلة والموجودة في حالة هشة أو حرجة".