عدد المغاربة العالقين في تركيا في تزايد مستمر يوماً بعد يومٍ عقب قرار السّلطات التّركية واليونانية الإفراج بشكلٍ تدريجي عن عشرات المهاجرين المغاربة الذين كانوا ينوون العبور إلى اليونان عبر إقليم أدرنة التّركي، الذي شهدَ خلال الأيام الماضية موجة نزوح كبيرة. وعلمت جريدة هسبريس الإلكترونية أنّ ما يزيد عن 60 شاباً مغربياً قصدوا القنصلية المغربية العامة بإسطنبول طلباً للإيواء، بعدما وجدوا أنفسهم يبيتون في العراء بعد خروجهم من السّجن. ويطالب هؤلاء بضمان مبيتهم، خاصة أنّ بعضهم لا يتوفّرون على جواز سفر. وتحدّثت هسبريس مع بعض "الحرّاكة" المغاربة المتواجدين في إسطنبول، الذين قدموا من اليونان عبر الحدود البحرية وعاشوا تجربة السّجن لأسابيع، فأكّدوا أنّهم كانوا ينوون الهجرة إلى اليونان قبل أن تعتقلهم سلطات "النّاتو" بعدما قاموا بتجاوز الحدود الفاصلة بين تركيا والمنطقة الأوروبية. وقال ياسين، أحد النّاجين من ويلات السّجون اليونانية، إنّ "رحلة العذاب بدأت عندما اعتقلته قوات الناتو بالقرب من الحدود اليونانية التّركية، ليتمّ إرساله بعد ذلك إلى سجن يوناني يبعد عن منطقة "أوزن أبور" بحوالي 20 كلم، حيثُ عاش كلّ أنواع التعذيب النفسي والجسدي". ويلتمسُ هؤلاء المغاربة العالقون في تركيا من الحكومة المغربية ترتيب عودتهم إلى الوطن في أقرب وقت ممكن، خاصة أنّهم يعيشون متنقلين بين الفنادق وبدون مأوى، وغالبيتهم لم يعدوا يتوفّرون على المال الكافي لقضاء حوائجهم. ولم يتمكن عدد من المغاربة من العودة إلى ديارهم بسبب قرار السلطات إغلاق الحدود الجوية بشكل تام قبل أيام، ويطالبُون بإخضاعهم جميعاً للحجر الصحي وفقا للمعايير المعمول بها دولياً للتأكد من عدم إصابتهم بفيروس كورونا المستجد، حفاظاً على الصحة والسلامة العامة. وفي هذا السّياق، أكّد القنصل العام للمغرب في إسطنبول، محمد افريقين، أنّ "القنصلية تتابع وضع المهاجرين المغاربة العالقين في تركيا، خاصة الذين يعيشون في ظروفٍ صعبة"، مبرزاً أنّ "هناك أرقاما مفتوحة على مدار اليوم لاستقبال طلبات المواطنين المغاربة واحتياجاتهم". وفي وقت سابق، كشفت مصادر أنّ السفارات والقنصليات عبر مختلف ربوع العالم تكلفت بضمان السكن ل 5000 سائح مغربي ممن وجدوا أنفسهم عالقين في بلدان الاستضافة. وعلق آلاف المغاربة في مختلف الدول بالقارات الخمس بعد قرار الرباط تعليق جميع الرحلات الجوية وإغلاق الحدود في وجه جميع الدول لمحاصرة دخول "فيروس كورونا" إلى المملكة، لكن هذا القرار كان صعباً على العديد من المغاربة الذين وجدوا أنفسهم عالقين في دول تعيش أوضاعاً صعبة بحكم تفشي الوباء فيها. وأضافت المصادر ذاتها أن "خلايا الأزمة هذه تعمل على مدار اليوم، 24 ساعة على 24، لتقديم المساعدة للمغاربة داخل البلدان الموجودين بها"، وأشارت إلى "إعطاء الأولوية للحالات المستعجلة والموجودة في حالة هشة أو حرجة".