عدسة: مروان ستي استأثرت أحداث مدينة بني ملال بحصة الأسد من واجهات الصحف اليومية الصادرة يومه الثلاثاء. جريدة"الصباح" جعلت عنوان مادتها الرئيسية "مواجهات بين الأمن ومتظاهرين ببني ملال وسلا"، وفي الأسفل عنوان صغير يختصر الخبر يقول: إصابة 30 شخصا ببني ملال واقتحام 5 وكالات بنكية واعتقالات بسلا بسبب البناء العشوائي. أما جريدة"المساء" فقد جعلت العنوان الرئيسي في أعلى الصفحة الأولى"مواجهات دامية بين قوات الأمن ومحتجي 20 فبراير في بني ملال". وكتبت نفس الجريدة في ركن"قهوة الصباح"تدعو الجميع إلى التحلي بالهدوء وتستنكر تدخل قوات الأمن والأعمال التخريبية معا، حيث قالت"المفروض أن الأمن العمومي في بلادنا بدأ يتفهم أصوات المطالبة بالإصلاح لكي يراجع منطق التدخلات القديمة التي لا تطفئ غضب المواطنين بل تزيد في تأجيجه، فكثيرا ما حصلت انزلاقات أمنية خطيرة بسبب تدخلات أمنية غير منضبطة تكون في أغلب الحالات عبارة عن انتقام وليس عن تدخل لحفظ الأمن العام فقط، ونفس الأمر ينطبق على بعض التنظيمات السياسية التي تسعى إلى تأزيم الوضع من أجل تحقيق أهداف سياسية بعيدة عن المطالب الحقيقية للمواطنين، لذلك من المفيد أن يتحلى الجميع بالحكمة". نفي العنوان تقريبا خصت به جريدة"أخبار اليوم" أحداث بني ملال في الصفحة الأولى"مواجهات بين قوات الأمن ببني ملال وسلا". وفي ركن"السلطة الرابعة" علقت الجريدة على تلك الأحداث بالقول"بعد تازة ها هما بني ملال وسلا تهتزان بدورهما، وقبلهما كانت الجديدة. أسباب الانفلات الأمني تختلف من مدينة إلى أخرى، ولكن ظاهريا فقط، أما في العمق فهناك في تقديرنا سببان رئيسيان: أولا بلغ الضيق حدا لم يعد معه السكان يطيقون المزيد...ثانيا: لم يعد المغربي يخاف من التعبير عن غضبه". أما جريدة"الأحداث المغربية" فقد قدمت الخبر بنكهة خاصة، إذ جعلت عنوانها الرئيسي"السلفيون يشعلون المواجهات ببني ملال"، وقالت إن"مساء الأحد 12 فبراير الجاري لم يكن ككل المساءات ببني ملال، حيث أشعل تيار فاتح رمضان السلفي المنشق عن حركة 20 فبراير مواجهات مع قوات الأمن". ومن أحداث بني ملال إلى موضوع آخر."الأحداث المغربية" جعلت ثاني عنوان رئيس في صفحتها الأولى"لهذه الأسباب تتعثر الحكومة في إعداد القانون المالي"، وحسب مصادر الجريدة فإن أسباب التأخر تعود إلى كون اللجنة الوزارية التي تم إحداثها لهذا الغرض وجدت صعوبات تتمثل في حصر الحسابات الجارية للسنة الماضية وتأخر تزويدها بالمعطيات الخاصة باحتياجات ونقط قوة وضعف كل قطاع على حدة، هذا إضافة إلى أن الحكومة اصطدمت بالظرفية الاقتصادية الصعبة مثل شح الأمطار وبرودة الطقس التي أثرت على الغطاء النباتي وبروز الاحتجاجات الاجتماعية التي تعبر عن مطالب تلزم الحكومة بالتعامل معها. وقريبا من شح الأمطار نشرت جريدة"الصباح"ربورتاجا بعنوان"شبح الإفلاس يهدد فلاحي جهة الغرب"، وذلك بسبب موجة"الثليجة" التي أتلفت آلاف الهكتارات وكبدت فلاحي المنطقة خسائر جسيمة. ومع الفساد ومحاكماته مرة أخرى. فقد كتبت يومية"المساء" تقول بأن"ملف السياش يصل إلى يد الرميد وعليوة يهدد بكشف(ملفات) ضخمة"، أوردت فيه أن ملف اختلالات القرص العقاري والسياحي الذي يتهم فيه خالد عليوة، القيادي السابق في حزب الاتحاد الاشتراكي، وصل إلى مكتب وزير العدل والحريات مصطفى الرميد، وهو الملف الذي قالت الجريدة إنه يتوقع أن يحال على قاضي التحقيق قريبا، مضيفة بأن خالد عليوة حسب مصادرها هدد بالكشف عن ملفات ضخمة تورط شخصيات نافذة إذا تم اعتقاله وتقديمه للمحاكمة. وفي أخبار الفساد أيضا في صحف الثلاثاء ما نشرته"أخبار اليوم" في صفحتها الثالثة بعنوان"أبو درار يشرح علاقة المخزن بالفساد في المغرب"، مستعرضة وقائع محاضرة ألقاها عبد السلام بودرار رئيس الهيئة المركزية للوقاية من الرشوة في المعرض الدولي للكتاب والنشر بالدار البيضاء، حيث أكد على الفساد في المغرب"وسيلة للمحافظة على الشبكات الزبونية وإعادة إنتاجها". أما يومية"الصباح" فقد خصصت ملفا كاملا لنوع آخر من الفساد، وكان العنوان هو"حوادث الشغل الوهمية..مافيا الاغتناء غير المشروع"، أظهر أن مسلسل التلاعبات في ملفات حوادث الشغل أمام المحاكم يبدأ من المستشفى مرورا بمكتب المحامي ثم شركة التأمين، والهدف هو "الاستفادة من تعويضات شركات التأمين". وفي إطار ظاهرة الفساد دائما نشرت نفس الجريدة بصدر صفحتها الأولى خبرا بعنوان"موظف سابق ب"كوماناف"يكشف خروقات خطيرة"، ذكرت فيه أن أحد الموظفين السابقين بالشركة الوطنية الملاحة التجارية(كوماناف) وجه رسالة إلى الوكيل العام للملك بالدار البيضاء تتضمن خروقات واختلاسات وتبذيرا للمال العام، كشفت عن اختلاس ما مجموعه 86 مليار سنتيم نتيجة إقدام مسؤولين بالشركة على بيع بواخر صالحة للاستعمال وإعادة كرائها من أصحابها بالعملة الصعبة، وفواتير تحمل مبالغ مالية تخص إصلاح نفس البواخر دون أن يتم ذلك.