عاش المسافرون في ميناء بني انصار بالناظور، يوم الخميس الماضي، ليلة وُصفت ب«العصيبة والمتشنجة» إثر الإضراب الإنذاري الذي خاضه ضباط وبحارة شركة «كوماناف فيري» التابعة لشركة «كوماريت» احتجاجا على الأوضاع المزرية التي يعيشونها على متن بواخر الشركة، والمتمثلة في سوء التغذية وانعدام وسائل الإسعاف والأدوية والنظافة، وما أسموه ب«سياسة القمع والتهديد التي تنهجها ضدهم إدارة الشركة». و أكد محمد فخري، الكاتب العام لنقابة ضباط وبحارة «كوماناف فيري»، التابعة لشركة «كوماريت»، ل«المساء» أن مسؤولي الشركة رفضوا طلب الحوار الذي تقدم به المضربون دون أن يأخذوا بعين الاعتبار الأوضاع اللاإنسانية التي وجد مسافرو الرحلة، التي كان مقررا انطلاقها على الساعة السادسة مساء، أنفسهم فيها. و صرح المصدر نفسه بأن «عامل الناظور تدخل ليلة أمس لإيقاف هذا الإضراب لدى رئيس شركة «كوماريت»، الذي أعطى وعدا بمحاورة المتضررين يوم الثلاثاء القادم، فتقرر إثر ذلك إيقاف الإضراب ليستأنف المسافرون رحلتهم على الساعة الثانية عشرة ليلا. وأكدت مصادر «المساء» أن قائد باخرة «ميسترال» بميناء الناظور، رغم إيقاف الإضراب، منع المسافرين من صعود الباخرة تبعا لتعليمات مدير تجهيز بواخر «كوماناف فيري»، وهو ما أثار استياء وغضب المسافرين الذين عبروا ل«المساء» عن سخطهم تجاه اللامبالاة التي لاقوها رفقة أطفالهم وبعض نسائهم الحوامل، الذين قضوا الليلة في العراء بين سياراتهم، في الوقت الذي كان من المفترض أن يتدخل المسؤولون عن تأخر انطلاق رحلتهم لإيجاد حل لهم. هذا ورفض مدير شركة «كوماناف»، في اتصال أجرته معه «المساء»، الإدلاء بأي تصريح يخص الأحداث التي عرفها كل من ميناء بني انصار وميناء طنجة المتوسط الذي عرف بدوره إضرابا خاضه ضباط وبحارة باخرة المنصور، الذين رفضوا على غرار زملائهم على متن باخرة ميسترال بالناظور، النزول من على ظهر باخرة المنصور، في إطار تنفيذ الحكم الاستعجالي الذي استصدرته شركة «كوماناف فيري» في الدقائق الأخيرة لعمل المحكمة، أول أمس الخميس، حسب ما أفاد به ضباط وبحارة «كوماناف فيري» «المساء». وفي السياق نفسه، ندد ضباط وبحارة الشركة سالفة الذكر بما وصفوه ب«التجاوزات الخطيرة» التي ترتكبها إدارة «كوماناف فيري» في حق الشغيلة وعدم استجابتها لمراسلاتهم التي توالت طيلة السنة الجارية، والتي استنكروا فيها تزايد وتيرة الطرد «التعسفي» في صفوفهم، وعدم احترام بنود الاتفاقية الجماعية التي تمت على إثرها اتفاقية تفويت شركة «كوماناف» إلى «كوماناف فيري».