ندد البحارة الفندقيون بشركة «كوماناف فيري»، الذين لم يبرمجوا من جديد لركوب البواخر، بوضعهم الاجتماعي المزري، محملين مسؤولية ما ينتج عن العطالة التي يعيشونها الآن للشركة المسيرة «كوماريت»، إذ أوضح البحارة أنهم مطوقون بالقروض، بعدما استفادوا كلهم من السلف وأقلهم مدين للمؤسسات البنكية ب 20 ألف درهم، ومنهم من هو مدين للمؤسسات البنكية ب250 ألف درهم وأكثر، مؤكدين أن انخراطهم في السلف كان بسبب التسهيلات التي كانت تمنحها لهم شركة «كوماناف فيري»، بناء على عقد شراكة مع بعض المؤسسات البنكية. وتساءل البحارة الفندقيون عن المبرر الذي استندت عليه المؤسسة المسيرة لإقصائهم من الإبحار. واعتبر مصدر نقابي أن الطرق التي أصبحت تنهجها مؤسسة التسيير الجديدة «كوماريت» هي فقط لحمل وإجبار البحارة الفندقيين على رفع الراية البيضاء والإذعان لرغبة الشركة التي يسير هدفها في اتجاه «توقيف أزيد من 150 بحارا فندقيا عن العمل، رغم أنهم مرسمون مع شركة كوماناف فيري». ووصف البحارة الفندقيون وضعهم مع «كوماناف فيري» بأنه كان أكثر من الجيد، وأضافوا أن السياسة التي تعمل بها «كوماريت» هي سياسة دخيلة بالنسبة إليهم، حيث لم يسبق لأي واحد منهم أن قضى أزيد من شهر أو شهر ونصف على الأكثر كعطلة فاصلة ما بين ثلاثة وأربعة أشهر من العمل، علما أن آخر مرة غادروا فيها عملهم كانوا في عطلة عادية، وأنهم يملكون وثائق تثبت ذلك. وذكر البحارة بأنهم لم يسبق أن كانوا في عطلة في مثل هذه الفترة، حيث يكون العمل مكثفا، بل إن «كوماناف فيري» كانت تستعين بموارد بشرية جديدة قصد تعويض النقص، وليس تقليص عددهم، يضيف البحارة. وأكد البحارة أن ال 150 بحارا هو فقط عدد البحارة الفندقيين بمدينة الدارالبيضاء لوحدها، وأن العدد أكبر بكثير حيث إن عددا كبيرا منهم، ممن يتحدرون من مدن أخرى، استقروا بمنازل أسرهم بعدما تسلل اليأس إليهم وطال انتظارهم دون أن تنادي عليهم الشركة المعنية، ومن هؤلاء من انخرط في مهن هامشية أخرى من أجل كسب لقمة العيش، خاصة أن أغلب البحارة الفندقيين الموقوفين كانوا يعيلون عائلاتهم، وقالوا إن «شركة كوماريت تسببت في إعدام قفة العشرات من الأسر المغربية». وأكد أحد البحارة أنه يبحث منذ مدة عن عمل كيفما كان من أجل إعالة أسرته الصغيرة، وأنه من المنتظر أن يعمل رجل أمن خاص بمقابل مادي هزيل، مؤكدا أنه قضى ستة أشهر بدون عمل. «تقْهرت من البطالة، الما والضو. الخبز حار». وأكد مصدر نقابي أن الشركة المسيرة يجب أن تلتزم بما ينص عليه العقد المبرم ما بين شركتي «كوماناف فيري» و«كوماريت» والاتحاد المغربي للشغل، وأن من أهم ما تضمنه العقد أن «كوماناف فيري» صرحت بأن عدد البحارة لديها هو 595 بحارا. واعتبر المصدر نفسه أن عدم برمجة أزيد من 150 بحارا فندقيا هو «تمهيد لطرد تعسفي»، علما أن هناك نقصا عدديا في البحارة الفندقيين على ظهر البواخر كما كان معمولا به، يؤكد المصدر نفسه. واستغرب البحارة الفندقيون إقصاءهم من ركوب البواخر، علما أن بحارة آخرين يغادرون الباخرة لمدة أسبوع واحد ثم ينادى عليهم من جديد، في حين أن أزيد من 150 بحارا لم يعملوا منذ مدة طويلة تتراوح ما بين ستة أشهر وسنة، وهو ما ترتبت عنه أعباء مادية واجتماعية. واتصلت «المساء» بشركة «كوماريت» وحاولت أخذ وجهة نظر الشركة في أمر التوقيف ومصير البحارة الموقوفين، إلا أن المكلف بالتسيير اختار طريقة خاصة في الإجابة، حيث قال بالحرف، وبحدة «شوفي ما تسوليني ما نجاوبك.. بلا ما نقطع عليك التيليفون دابا».