نظم ضباط سفن الملاحة التجارية، صباح أمس الجمعة، وقفة احتجاجية أمام كل من مقر شركة «كوماناف» وإدارة الملاحة التجارية بالدار البيضاء. وتأتي هذه الوقفة ضمن سلسلة من الاحتجاجات، حيث يخوض ضباط بواخر الملاحة التجارية إضرابا مفتوحا منذ عشرة أيام على ظهر كل بواخر الشركة، سواء بالسفن التي تم تفويتها في غياب أي تشاور مع العاملين بالشركة، أو تلك التي لا زالت في طور التفويت. ويأتي تنظيم هذا الإضراب المفتوح، حسب مصدر من الضباط البحارة، ردا «على الوضعية الغامضة للعاملين بالشركة، بعد تفويت العديد من البواخر المغربية إلى شركات أخرى تحمل أعلاما أجنبية ترفض تشغيل المغاربة». وأشار مصدر من البحارة المضربين إلى أن «أجواء من التوتر سادت وسط البحارة مباشرة بعد تفويت «كوماناف فيري»، التابعة لشركة «كوماناف» والمختصة في نقل المسافرين، إلى شركة أخرى». وأضاف المصدر أن المضربين راسلوا وزارة النقل والتجهيز، المشرفة على القطاع، لإثارة انتباهها إلى ما يقع بالشركة والوضعية المبهمة التي يعيشها العاملون على ظهر السفن التابعة للشركة، لكن الوزارة - يقول المصدر-التزمت الصمت حيال ما يجري منذ إعلانها عن تحرير القطاع». وأكد الضباط المضربون ل«المساء»، أن «ما يقع الآن بالشركة عكس ما تم الترويج له سابقا أثناء تفويتها، حيث تعهد المالك الجديد بأن يقتني حوالي 40 باخرة وأن شركة «كوماناف» ستبقى على شكلها الحالي كفرع للمقتني الجديد». وفي محاولة لطمأنة العاملين بالشركة – يضيف الضباط – في تصريح ل«المساء»:، «قدمت الشركة وعودا بكون القادم الجديد سيضخ أموالا بالشركة لتطوير نشاطها التجاري والحفاظ على الريادة في المجال البحري على الصعيد الوطني». وحملت رسالة بعثها بداية الشهر الجاري عمال وبحارة الملاحة التجارية والمكتب النقابي للربابنة والضباط، المنضوي تحت لواء الكونفدرالية الديمقراطية للشغل، الحكومة المغربية «مسؤولية الإجهاز على حقوقهم، التي لم تخصص أي نسبة من رأسمال الشركة للمستخدمين ضمانا لحقوقهم بعد البيع كما عملت بذلك في باقي القطاعات التي تمت خوصصتها». وقال المضربون إن المالك الجديد «دشن قدومه ببيع باخرة أكدال دون سابق إعلام، وأدخل سفنا تحمل أعلاما أجنبية وبحارة أجانب مكان الخطوط التي تستغلها الشركة وأخلى سفن الشركة من خطوطها المعتادة كوادي زيز، ووادي الذهب 2». وفي اتصال هاتفي ل«المساء»، بعبد الرحيم منضور، مدير الموارد البشرية والإمكانيات العامة والتجهيزات، أوضح هذا الأخير أن «هناك سوء فهم وخلطا يسود وسط المستخدمين حول مفهوم المشغل والمساهم في الشركة، مرده تغيير مساهم بالشركة المشغلة وهي كوماناف فيري». وبخصوص تراجع الشركة المشغلة عن الاستثمار بقطاع الملاحة التجارية، قال منضور إن «الأزمة المالية العالمية كان لها انعكاس كبير على قطاع النقل وخصوصا الملاحة التجارية، وهو ما أدى إلى تراجع الشركة المشغلة عن استثماراتها في الوقت الحالي». وأضاف منضور أن «حركة الملاحة التجارية شبه جامدة حاليا. ليس هناك لا تصدير ولا استيراد، ونأمل أن يفك مشروع ميناء طنجة- المتوسط الحصار المضروب على حركة الملاحة التجارية». وعن وضعية المضربين، قال مدير الموارد البشرية: «نحن لا نفهم الدواعي الحقيقية للإضراب، خاصة وأن الشركة المشغلة تحتفظ للمضربين بكامل حقوقهم».