عادت الاحتجاجات مجددا إلى ميناء طنجة بعدما تأخرت باخرة «بني نصار»، التابعة لشركة الملاحة البحرية «كوماناف»، عن وقت حلولها بالميناء أول أمس. وكانت الباخرة قادمة من «جنوة» الإيطالية من أجل حمل أزيد من 600 مسافر على متنها كانوا ينتظرون وصولها بالميناء. وكان من المرتقب أن ترسو هذه الباخرة بالجهة الشرقية من ميناء طنجة على الساعة الواحدة بعد زوال يوم الأحد، لكنها لم تصل إلى الميناء إلا في حدود الساعات الأولى من صباح أمس، وهو ما أجج غضب واحتجاج المسافرين. واقتحم المئات من الركاب باخرة «كوماريت»، التي كانت تهم بالإبحار في اتجاه مدينة «سات» الفرنسية، حتى يجد المسؤولون بهذه الشركة، التي تملك أيضا شركة «كوماناف»، حلا لمشكلتهم. وقالت مصادر مطلعة إن الباخرة تأخرت ساعة انطلاقها من «جنوة» الإيطالية، ولم تعرف الأسباب الحقيقية لذلك، غير أن نفس المصادر أكدت أن التأخر كان بسبب عطب تقني أصاب الباخرة قبل انطلاقها. ورغم تدخلات السلطات المحلية ورجال الأمن من أجل إنزال المحتجين من الباخرة فإن هؤلاء رفضوا ذلك، وطالبوا الركاب المتوجهين إلى فرنسا بالتضامن معهم، وهو ما خلق حالة من الاضطراب والفوضى وسط المسافرين من كلا الطرفين. وكانت نفس الباخرة قد أبحرت في اتجاه إيطاليا مؤخرا، تاركة وراءها العشرات من المسافرين بعدما امتلأت عن آخرها ورفضت حمل المزيد من الركاب رغم توفرهم على تذاكر سفرهم، وهو ما جعل موجة غضب عارم تجتاح صفوف هؤلاء المسافرين. وليست هذه المرة الأولى التي يحتج فيها المسافرون على الشركة المذكورة، فقد سبق أن عاش المسافرون القادمون من «جنوة» الإيطالية باتجاه المغرب مؤخرا رحلة عذاب استمرت لأزيد من يومين، وخلفت إغماءات ومعاناة في صفوف النساء والأطفال وسط هذه الباخرة، بسبب انعدام التغذية والمكيفات الهوائية، وانضاف إلى كل ذلك العطب التقني الذي أصاب الباخرة في عرض البحر، مما حول السفر إلى جحيم. وكان المسافرون، الذين ناهز عددهم ال600، رفضوا النزول من الباخرة حتى يحضر الوالي محمد حصاد إلى عين المكان من أجل إطلاعه على معاناتهم التي تسببت لهم فيها شركة «كوماريت». ولم يستطع مسؤولون بالسلطة المحلية والمسؤولون عن الشركة حل المشكل، إلا بإرجاع نصف ثمن التذكرة إلى المسافرين والاعتذار إليهم بشكل رسمي عن الأضرار التي تسببت لهم فيها هذه الشركة.