وقفت صحف الإثنين، 9 يناير 2012، عند مجموعة من الملفات الساخنة والشائكة التي يجدها وزراء حكومة عبد الإله بنكيران على طاولة وزاراتهم، حيث لم تمهلهم ضغوط الأحداث وملحاحية المطالب بعض الوقت للاستمتاع ب"لذة السلطة" أو الاستئناس ب"المنصب الجديد"، كما وقفت الصحف عند عدد من القضايا المتفرقة المرتبطة بسير الحكومة الجديدة ومحيطها السياسي. ملفات ساخنة.. مستعجلة لا تمهل جريدة "الأحداث المغربية" أعدت تقريرا تركيبيا، صدّرت له في صفحتها الرئيسية، عنونته ب"10 وزراء يتسلمون مهامهم فوق صفيح ساخن"، قالت في التقديم له "الداخلية، الفلاحة، المالية، التجارة والصناعة، الصحة، وغيرها. كثيرة هي القطاعات التي استقبلت وزراءها من حكومة بنكيران بملفات ساخنة مستعجلة لا تسمح بحفلات لتسليم السلط ولا بانتظار أن يتأقلم الوزراء الجدد مع مناصبهم الجديدة، توترات اجتماعية وإضرابات قطاعية وحسابات مختلفة... تعددت الأساليب والنتيجة واحدة.. وزراء يبدأون مدة انتدابهم بإعلان حالة الطوارئ داخل مكاتبهم". ومن الوزارات العشر "الملتهبة" التي سلطت عليها الجريدة الضوء وزارة الداخلية بشقيها، فقالت تحت عنوان "الشرقي الضريس: تازة "تشتعل"": "لم يكن الشرقي الضريس قد استوى على مقعد الوزير المنتدب لدى وزير الداخلية حتى تراءت له أعمدت الدخان المتصاعدة من مدينة تازة، كانت مكالمات التهنئة ما تزال تتهافت على هاتفه عندما وصلته على وقع منبهات سيارات الإسعاف، وهي تقل المصابين صوب أقسام المستعجلات، أولى رسائل اللاسلكي: مواجهة عنيفة بين قوات الأمن وشبان غاضبين" !!، وقالت في عنوان ثان "امحند العنصر: الإضراب يشل الجماعات المحلية" بأن "الربان الجديد لسفينة الداخلية امحند العنصر وجد على مكتب سابقه الطيب الشرقاوي الملف القديم الجديد للإضرابات التي تنذر بتعطيل مصالح الوزارة، يتعلق الأمر بعودة الإضرابات الأسبوعية للجماعات المحلية"، وأخبرت الجريدة السيد الوزير بأن الجامعة الوطنية للجماعات المحلية التابعة للاتحاد المغربي للشغل، والنقابة الديمقراطية للجماعات المحلية، والمنظمة الديمقراطية للجماعات المحلية التابعة للمنظمة الديمقراطية للشغل رفعت منذ الجمعة الماضي شعار الإضراب عن العمل كل أربعاء وخميس وجمعة. وعلى نفس المنوال مضت "الأحداث المغربية" في رصد خارطة الاحتجاجات والتحديات والصعوبات التي تعترض باقي الوزارات، مختصرة هذا الوضع، الذي اختارت له توصيف "صفيح ساخن"، في عناوين مقتضبة لصيقة بأسماء الوزراء: "محمد الوفا (وزير التربية الوطنية): العاطلون يقتحمون وزارة التربية الوطنية" و"عزيز أخنوش (وزير الفلاحة): شبح الجفاف يحلق في سماء المخطط الأخضر)" و"نزار بركة (وزير الاقتصاد والمالية): حقيبة الاقتصاد والمالية ينخرها عجز الميزانية" و"عبد القادر عمارة (وزير الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة): حقيبة فوق حافة عجز الميزان التجاري" و"نبيل بنعبد الله (وزير السكنى والتعمير): البناء العشوائي قنبلة موقوتة" و"بسيمة الحقاوي (وزيرة التضامن والمرأة والأسرة والتنمية الاجتماعية): فرح الوزارة تنغصه غضبة الحركة النسائية" و"الحسين الوردي (وزارة الصحة): "الزملاء" القدامى يضربون في المستشفيات" و"عبد اللطيف معزوز (الوزير المنتدب المكلف بالمغاربة المقيمين في الخارج): إطفاء "حريق" أشعلته كوماريت وكوماناف". "المساء" هي الأخرى، وفي ركنها "الملف السياسي"، وقفت عند أهم الملفات الشائكة التي رأت أنها مستعجلة وملحة ومطروحة على طاولة الحكومة الجديدة، وقالت في تقريرها المركزي "التحديات الكبرى التي تواجه حكومة بنكيران" بأن أهم هذه التحديات الملف الاجتماعي والحريات والتعليم والسكن والصحة. وقالت الجريدة "بدأت حكومة بنكيران أول أيامها باحتقان اجتماعي واسع تمثل في الاحتجاجات التي خاضها المعطلون في شوارع الرباط، واقتحامهم لمقر الأمانة العامة للحكومة، والاقتحام الذي نفذه المعطلون المكفوفون لمقر وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة، والمواجهات التي حصلت بين المعطلين ورجال الأمن بمدينة تازة، إذ أظهرت هذه الاحتجاجات مدى الرهانات الاجتماعية المطروحة على الحكومة الجديدة، وهي احتجاجات مرشحة لتأخذ مزيدا من التصعيد في الفترات القادمة". ومن العناوين الأخرى التي وردت في ملف "المساء": "مشروع القانون المالي أول امتحان حقيقي لحكومة بنكيران" و"الملفات الاجتماعية تثقل كاهل حكومة بنكيران" و"ضريف: حكومة بنكيران تعيد إنتاج أعطاب الحكومات السابقة". وتحت عنوان "وزير العدل يفتح ملف السلفية الجهادية" قالت "أخبار اليوم"، في صفحتها الأولى، بأن وزير العدل والحريات، مصطفى الرميد، يدشن دخوله إلى الحكومة بوضع يده على أحد الملفات الشائكة، التي طالما أثارت جدلا بين الإسلاميين والسلطة، وهو ملف السلفية الجهادية. وكشفت بأن الرميد سيلتقي مساء اليوم الإثنين وفدا يمثل معتقلي السلفية الجهادية، الذين "سيضعون أول مذكرة مطلبية على طاولة الوزير الجديد، الذي كان أحد أبرز المتتبعين لهذا الملف"، وبدورها تنتظر تنسيقية الدفاع عن المعتقلين الإسلاميين رد رئاسة الحكومة على عقد لقاء آخر مع عبد الإله بنكيران حول الموضوع نفسه. وأضافت الجريدة نقلا عن مراقبين، لم تسمّهم، بأن "ملف السلفية الجهادية أول امتحان لرئيس الحكومة ووزيره في العدل"، خاصة أن هذا الملف هو أحد عناوين المواجهة بين "الإسلاميين والسلطة، خاصة في الشق المتعلق بالمحاكمات والتعذيب"، ورأت أن "تسوية هذا الملف، الذي شكل أولوية بالنسبة إلى وزير العدل، لن تكون سهلة"، ورغم ذلك فالرميد يضعه نصب عينيه، تضيف الجريدة. متفرقات.. تدور في فلك الحكومة كما تناولت صحف الإثنين العديد من المواضيع الأخرى المتفرقة والتي يدور معظمها في فلك الحكومة الجديدة، ف"المساء" نشرت: "بنكيران يفرض مدونة سلوك على وزرائه في لقاء هيمنت عليه النكت" و"الرباح: نحن لا نغير زوجاتنا ولا هواتفنا" و"الاستقلاليون يطوون خلافاتهم ورئاسة الحزب لن تخرج عن عائلة الفاسي" و"بوادر انفراج في ملف المعتقلين الإسلاميين". و"الأحداث المغربية" كتبت: "الاستقلاليون يسيرون نحو الإطاحة بعباس الفاسي" و"البرنامج الحكومي يؤجل عرض النقابات لمطالبها على الحكومة" و"الأصالة والمعاصرة يطلق "قافلة المعارضة"" و"وزراء البيجيدي يسرقون الأضواء من بقية وزراء تحالف الأغلبية". و"أخبار اليوم" تطرقت ل"أسرار 35 يوما من مفاوضات تشكيل الحكومة بدأت تطفو على السطح" و"بنكيران يتحفظ على "شعبوية" بعض وزرائه" و"المقرئ: حكومة بنكيران هجينة والثورة قادمة إذا فشلت في مهمتها". [email protected]