تنوعت عناوين صحف الاثنين في ملاحقة الأخبار. والبداية مع اعتراف حكومة حزب العدالة والتنمية بوقوع تجاوزات في أحداث تازة، إذ كتبت يومية"الخبر" في صدر صفحتها الأولى أن حكومة عبد الإله بنكيران أقرت أخيرا بحصول تجاوزات من طرف القوات العمومية في الأحداث الأخيرة التي عرفتها المدينة، وفقا لمصادرها. وجاء ذلك حسب الجريدة خلال اللقاء الذي عقده بنكيران وبعض وزراء حكومته مع برلمانيي تازة، حيث تم الاتفاق على تشكيل لجنة لمتابعة ملف تلك التطورات. يومية"المساء " زادت على ما أوردته جريدة"الخبر" أن اللقاء المذكور نجح خلاله بنكيران في امتصاص غضب برلمانيي المدينة، وأن اللقاء تزامن مع اعتقالات في صفوف ناشطين في حركة 20 فبراير على خلفية المواجهات بين محتجين بالمدينة وبين القوات العمومية. وأضافت الجريدة أن بنكيران وعد خلال اللقاء بتشكيل لجنة وزارية لحل مشاكل المدينة، وهو ما يعني أنه نجح في امتصاص غضب البرلمانيين. وأشارت الجريدة إلى أن برلمانيي المدينة التمسوا تخصيص زيارة ملكية لمدينتهم لتكون مناسبة لتأهيل المدينة وإخراجها من عزلتها. وقد نقل وزير الداخلية امحند العنصر حسب الجريدة رسالة ملكية إلى الحاضرين أبلغهم فيها بأن"الملك محمد السادس يوصيكم بتفقد السكان والاطلاع الكامل على مشاكلهم". ونبقى مع تازة دائما، فقد كتبت يومية"أخبار اليوم" على صدر صفحتها الأولى بأن"الملك يوصي خيرا بأهل تازة وبرلمانيوها يدعونه إلى زيارتها". وفي الخبر أن الملك أوصى وزير الداخلية خيرا بأهل تازة، وفيه أيضا أن الفريق الفيدرالي للوحدة والديمقراطية بمجلس المستشارين أطلق مبادرة لتشكيل لجنة لتقصي الحقائق في الأحداث التي حصلت في المدينة. ومن تازة إلى صاحبة الجلالة. يومية"الصباح" كتبت في صفحتها الأولى تقول إن"رئيس الحكومة يتوعد الصحافة"، وجاء في الخبر أن بنكيران"شن هجوما غير مسبوق على الصحافة متهما جهات منها دون تحديدها بالتحول من خصم إلى عدو". تصريحات بنكيران جاءت خلال مشاركته في يوم دراسي حول"التواصل السياسي" نظمه حزبه بالرباط، قال فيه بنكيران "إن على الصحافيين أن يتحملوا مسؤولياتهم لأنهم لا يمكن أن يكونوا فوق المحاسبة"، مضيفا بأنه إذا تحولت الصحافة إلى خصم فهذا لا يضيره، لكن إذا أصبحت عدوا حسب قول رئيس الحكومة فإن سيسعى إلى محاربتها"بكل ما أوتي من قوة". التصريحات ذاتها تلقفتها يومية"أخبار اليوم"، فكتبت في الصفحة الأولى أيضا"بنكيران: أقبل أن تكون الصحافة خصما ولكن إذا كانت عدوا فسأحاربها"، ونشرت تفاصيل الخبر في الصفحة الثانية. لكن رئيس تحرير اليومية توفيق بوعشرين وقع افتتاحية حول الموضوع تحت عنوان"لا خصوم ولا أعداء" انتقد فيها تصريحات بنكيران وقال إن الصحافة ليست عدوا ولا خصما بل سلطة رابعة"وظيفتها الإخبار والتعليق ونقل الآراء والمعلومات إلى الجمهور". ثم أضاف بأن"تهديد الصحافة وتقليم أظافرها ومنعها من أداء وظيفتها سياسة كانت معتمدة قبل أن يجيئ السيد بنكيران إلى الحكومة، ودائما ما كانت الحجة هي انزلاقات بعض الصحف". ونعود إلى الحوار الصحافي الذي نشرته يومية"الشرق الأوسط" نهاية الأسبوع مع بنكيران وما قاله هذا الأخير عن جماعة العدل والإحسان، فقد أكدت"أخبار اليوم" أن تصريحات بنكيران تلك تلقيت اعتراضا لدى بعض أعضاء حزبه، مما دفعه إلى تقديم توضيحاته لهم حول تلك التصريحات. ثم نشرت نفس اليومية خبرا صغيرا آخر بالصفحة الأولى دائما يقول بأن بنكيران عاد ليهدد جماعة الشيخ عبد السلام ياسين مرة ثانية في اللقاء التواصلي الذي نظمه حزبه في الرباط يوم السبت الماضي، إذ قالت إن بنكيران أشار إلى أن جماعة العدل والإحسان تقف وراء المعطل الذي أحرق نفسه في الرباط وتوفي نتيجة ذلك، وذلك من أجل تصعيد المواقف ضد حكومته، كما أن بنكيران لمح"إلى وقوف الجماعة وراء تصعيد الأوضاع في تازة، وهي التهمة التي كالتها عدة جهات لأتباع عبد السلام ياسين". ومن تازة والصحافة وياسين إلى الفساد في المغرب والحكومة الحالية. يومية"المساء" خصصت ملفها السياسي الأسبوعي لهذه القضية تحت عنوان"هل أعلنت حكومة الإسلاميين الحرب على الفساد"، وجاء في المقال الافتتاحي للملف الذي كتبه ادريس الكنبوري أن الفساد في المغرب لا يعني الفساد الاقتصادي فقط بل أيضا الفساد السياسي الذي ينتج باقي مستويات الفساد، وأن الدولة تريد فتح ملفات الفساد الذي بات يكلفها كثيرا، عن طريق حكومة يقودها العدالة والتنمية، لكن محاربة الفساد حسب كاتب المقال تواجه صعوبات من بينها لوبيات الفساد التي قد تنهض للدفاع عن نفسها، والانتقائية في التعامل مع ملفات دون أخرى مما يفقد محاربة الفساد جديتها. ومع الفساد دائما ولكن بلون آخر. فقد زفت يومية"الصباح" في خبرها الرئيسي أنباء عن إيقاف زعيم شبكة تختطف مواطنين وتطالب بالفدية، وذلك بمدينة وجدة، بعد نصب كمين أمني له بسيدي سليمان ليحال على العدالة بتهمة تكوين عصابة إجرامية والاختطاف والاحتجاز، بعدما أن قام المتهم باختطاف أستاذ جامعي بوجدة واحتجازه وابتزازه لدفع فدية من عشرة ملايين. نفس الصحفية خصصت ملفها السياسي لمؤتمرات الأحزاب السياسية التي تعيش اليوم توترات داخلية، وتوقفت عن أحزاب الاتحاد الاشتراكي والاستقلال والعدالة والتنمية والأصالة والمعاصرة.