دخلنا مرحلة التعايش مع فيروس كوفيد 19 بالمغرب، وتستوجب هذه المرحلة التضامن والاتحاد لتجاوز أزمة صعبة اقتصاديا واجتماعيا ونفسيا وهو تأثير صعب، يلزم معه دعم الطبقة الفقيرة وكذا القطاع غير المهيكل الذي يبقى على رأس الأولويات التي يجب على الحكومة تفعيله بشفافية ونزاهة. سجل أن هناك العديد من الأسر لم يتوصلوا بالدعم المخصص للمتضررين من الحجر الصحي والعاملين بالقطاع غير المهيكل رغم تسجيلهم الشكايات، بل فئات لم يتكلم عنها أي أحد لحد الآن لا عن دعمها ولا عن ظروفها ولا هم يحزنون، إنهم الطلبة وما يعانونه أمام تراكم أقساط الكراء الشهرية، وبعدهم وتهديد ذوي الحقوق بإتلاف الأمتعة وإحراقها وغير ذلك من الإشكالات، ثم فئة المعطلين على طول السنة وهم يعانون والآن لا أحد أثار مشاكلهم. على الدولة الوقوف إلى جانب المواطن في هاته الظروف الاقتصادية الهشة والصعبة والرفع من قيمة مبلغ الدعم في المرحلة الثالثة خاصة أن عيد الأضحى على الأبواب، كورونا ستنتهي بإذن الله ولكن بعض الأشياء ستبقى مرسومة في الأذهان، فقد سجل المغاربة وبشكل جلي في عز الأزمة غياب الأحزاب السياسية، وبرز ضعفها في التأطير الحزبي واقتصاره فقط على جمع المواطنين خلال الحملات الانتخابية بصعوبة، وغيبوا أو غابوا عن دورهم من خلال الجمعيات والندوات القليلة، وأقلامهم الصحفية التي لم تقم بدور النقد لمسيري الأحزاب ولم ينقلوا ولم يكتبوا عن مشاكل وهموم المواطنين، وتجاوز الأمر إلى ضعف السياسة بالمغرب وعدم قدرتها على خلق برامج ومشاريع اجتماعية نهضوية تجعلنا في مصاف الدول التي تقدر مواطنيها موفرة لهم كل احتياجاتهم المكفولة في الدستور. لم يبادروا إلى حل عدة مشاكل راهنية في مناطق تمثيلهم، لم يقترحوا مبادرات ومساعدات، واستشف عدم مساهمتهم في صندوق مكافحة الجائحة، لم نلمس فيهم حضورا فعليا على أرض الواقع، خلاصة أنهم كانوا يبحثون عن مصالحهم الذاتية وليس مصالح المواطنين، هي حقيقة مرة عاشها ويعيشها المغاربة منذ زمن ألفوا ذلك، لكن للأسف ذلك يكرس الفوارق الاجتماعية والاقتصادية بين فئات المجتمع المغربي الأصيل. رغم الظروف الصعبة التي يمر منها جل المواطنين ببلدنا الحبيب، يجب أن يتجاوز جيب المواطن المغربي ثمن أضحية العيد وتداعيات وقوف الحركة الاقتصادية ثم نتحدث بعد ذلك عن عدد الأضاحي، لكن علينا ألا نزيد الوضع فظاعة وضربة جد موجعة للفلاحين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، كيف سيتعاملون مع أكباش العيد التي سهروا على تربيتها وإعلافها طيلة مدة لا تقل عن 3 أشهر؟ فمن يعلم بأحوالهم؟ فالفلاح صرف أموالا وله مستلزمات وحاجيات، وهو عيد يخلق مهنا وحرفا مناسباتية، لسد رمق أيام معدودات، ونحن نعلم أن الأضحية سنة مؤكدة وليست فرضا، ليطفو على السطح إن صح التعبير مشكل أن الناس تأخذها للتفاخر والتكبر وليس سنة. وجب تفعيل آلية التكافل والتضامن الاجتماعي بين أفراد المجتمع المغربي، فحل المشاكل الاجتماعية هو مسؤولية الجميع أفراد وجمعيات وأحزاب وكذلك الدولة، وفي ظل هذه الظروف الصحية والاقتصادية والاجتماعية الصعبة، يجب أن يكون كذلك لأن الموجة الثانية من هذا الوباء ستظل مستمرة و بهذا سيكون الحجر الصحي ممتدا لفترة طويلة، نطالب الحكومة بتمديد الدعم للعاملين بالقطاع غير المهيكل أمثال العاملين بالحمامات والمقاهي... لما بعد شهر يونيو، لأن تداعيات الأزمة بالنسبة للطبقة الشغيلة البسيطة ستستمر طيلة السنتين المقبلتين، لذا يجب أن يستمر الدعم لهذه الفئة إلى ما بعد أكتوبر على الأقل.