بعد تعليق فيروس "كوفيد-19" مصير المخيمات الصيفية للأطفال، وتحديد وزارة الثقافة والشباب والرياضة تاريخ الفتح المقرر لمراكز التخييم في شتنبر المقبل، وهو ما يعني ضياع فرصة الصيف على الأطفال، اقترح برلمانيون تنظيم مخيمات في الأحياء بهدف إنقاذ العطلة. وفي سؤال برلماني حول تنظيم المخيمات الصيفية للأطفال واليافعين، اقترح البرلمانيون عن الفريق الاشتراكي ابتسام مراس، وعبد الفتاح أهل المكي، ومحمد أبركان، "تنظيم مخيمات بالأحياء أو في المناطق الحضرية بدون مبيت"، وطالبوا وزارة الشباب والرياضة باستغلال الفضاءات التابعة لها دون استثناء أطفال ويافعي العالم القروي. وقال واضعو السؤال: "في ظل الوضع الوبائي الذي تعيشه بلادنا جراء جائحة فيروس كورونا، أصبح من الصعب هذه السنة تنظيم المخيمات الصيفية للأطفال واليافعين، لما تعرفه من اكتظاظ وتكدس"، مشددين على أن "الوضعية تقتضي مقترحات وبدائل أخرى لإنقاذ موسم التخييم". وفي مقابل دعوة النواب البرلمانيين الثلاثة في سؤالهم الوزير عثمان الفردوس إلى الكشف عن الإجراءات التي تنوي وزارته القيام بها لفائدة الأطفال واليافعين بالعالم الحضري، نبه سؤال آخر للفريق نفسه، يحمل توقيع البرلمانية حنان رحاب، إلى كون "اقتراح كهذا، بدون مؤشرات قياس واقعية ومضبوطة، سيصعب تنفيذه بهذه السهولة كما أنه استثنى أطفال ويافعي العالم القروي". وشددت البرلمانية الاشتراكية على أن عدم إشراك الجمعيات المهتمة بالتخييم، لاسيما الوطنية منها، سينذر بفشل هذا المقترح، داعية الوزير المسؤول إلى الكشف عن كيفيات وطرق تنفيذ مقترح المخيمات البديلة في المناطق الحضرية. يأتي هذا في وقت حذرت فيه الجمعية المغربية لطب الأطفال من الآثار النفسية والصحية على الأطفال بسبب الحجر الصحي، وهو ما يمكن أن يزيد من المخاطر الصحية، وخاصة النفسية منها، على شريحة واسعة من الأطفال، بعدما تم تمديد الحجر الصحي لشهر واحد بمجموعة من المدن والأقاليم المصنفة في المنطقة الثانية. وفي الوقت الذي دقت فيه الجمعية سالفة الذكر ناقوس خطر استمرار الحجر على الأطفال وتداعياته على صحتهم، وهو ما وصفته بالتأثيرات المدمرة لصحتهم، وصل الملف إلى البرلمان، حيث طالب مصطفى بايتاس، البرلماني عن فريق التجمع الدستوري، الحكومة باتخاذ تدابير توفير المواكبة النفسية لهؤلاء الأطفال، والتخفيف من تداعيات الحجر الصحي عليهم. وجاء في سؤال كتابي للبرلماني بيتاس أن فترة الحجر الصحي، التي استمرت قرابة ثلاثة أشهر، أثرت بشكل كبير على نفسية المغاربة، وتحديدا على فئة الأطفال الذين وجدوا أنفسهم حبيسي جدران منازلهم منذ تفشي جائحة كورونا، محذرا من "المنع من الخروج ولو لأوقات محددة للتنزه واللعب ودون توفير أي إجراءات أو برامج مواكبة للتخفيف من تداعيات ذلك على صحتهم النفسية والبدنية، ومن بين هؤلاء الأطفال من يعاني من أمراض نفسية أو التوحد أو الإعاقة".