أكد وزير الثقافة والشباب والرياضة، عثمان الفردوس، اليوم الاثنين، أن الوزارة أعدت خطة عمل استثنائية لفائدة الطفولة والشباب ترتكز على عدة محاور، وذلك نظرا لعدم تمكنها من تنظيم المخيمات الصيفية السنة الحالية بالشكل المتعارف عليه. وقال الفردوس، في معرض رده على سؤال محوري بمجلس النواب، إن من ضمن محاور هذه الخطة إطلاق حملة رقمية وطنية موجهة لفائدة اليافعين والشباب عبر وسائط التواصل الاجتماعية ابتداء من شهر يوليوز المقبل بشراكة مع صندوق الأممالمتحدة للسكان تهم صحة وسلامة هذه الفئة في سياق ما بعد الحجر الصحي، مشيرا إلى أنه سيتم تنفيذها من خلال بث الكبسولات ودعامات تواصلية تربوية وتحسيسية تتعلق بالصحة النفسية والعقلية والمهارات الحياتية والوقاية من السلوك الخطير. وأضاف الوزير أن من ضمن محاور الخطة إنجاز بحث وطني حول ظروف الأطفال واليافعين والشباب خلال فترة الحجر الصحي من أجل أخذ آرائهم واستنتاج الخلاصات ذات الصلة مع التركيز على انتظاراتهم ما بعد فترة الحجر الصحي، وكل ما يتطلبه من مواكبة نفسية وتربوية، لافتا إلى أن هذا البحث الوطني سيشكل أرضية لتحديد البرامج الموجهة لفائدة الطفولة والشباب خلال الأمدين القريب والمتوسط . كما سيتم، حسب المسؤول الحكومي في إطار الخطة ذاتها، تنظيم البرامج الوطنية لتنشيط الأحياء عبر إطلاق طلب عروض للمشاريع التنشيطية الموجهة للأطفال واليافعين مفتوحة في وجه الجمعيات المنضوية تحت لواء الجامعة الوطنية للتخييم وبشراكة معها. وأبرز أن هذا البرنامج الوطني الهام يهدف إلى تنظيم أنشطة تربوية وترفيهية وسيوسيو ثقافية للقرب في فضاءات الهواء الطلق وعلى نحو يحترم قواعد التباعد الجسدي وشروط السلامة والوقاية الصحية وبترخيص من السلطات المختصة. ولفت إلى أنه سيتم أيضا إطلاق برنامج وطني للأوراش التطوعية بالمجالات الحضرية والقروية بشراكة مع المجتمع المدني، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يهدف إلى تعبئة أكثر من 5 آلاف شابة وشاب من أجل بعث دينامية في الفضاءات العمومية وإذكاء روح المواطنة والتطوع في أوساطها . كما تم، بحسب الوزير، إطلاق طلب عروض للمشاريع التنشيطية لفائدة الجمعيات الشبابية تحضيرا لإعادة فتح دور الشباب خلال شهر شتنبر المقبل، حيث يهدف هذا المحور إلى دعم المجتمع المدني العامل بمؤسسات دور الشباب، وكذا العمل على تنظيم جامعات الشباب خلال شهر شتنبر المقبل وفقا لتحسن الحالة الوبائية وبتشاور مع السلطات المختصة، وتنظيم دورة تكوينية لفائدة أطر الجمعيات العاملة في مجال التخييم خلال الفترة الخريفية. في سياق متصل، أبرز المسؤول الحكومي أنه وعيا منها بالانعكاسات النفسية السلبية التي أحدثتها الجائحة، خاصة لدى الأطفال والشباب، مما يتطلب إعداد برامج ترفيهية وتربوية للتخفيف من وطأة فترة الحجر الصحي، فقد عملت الوزارة على التنسيق مع المجتمع المدني المهتم بالطفولة والشباب وخاصة الجامعة الوطنية للتخييم لاقتراح بدائل للتنشيط السوسيو تربوي خلال الفترة الصيفية وتعبئة الموارد والإمكانيات الضرورية (البشرية والمالية). وأضاف أنه تم أيضا الحرص على مواكبة المجتمع المدني ومواصلة دعمه، واستثمار هذه الظرفية الخاصة من أجل تحقيق التحول الرقمي المنشوذ على مستوى مختلف الدعامات التنشيطية والتأطيرية مع الحرص على تحقيق العدالة المجالية وتقليص الهوة الرقمية، مشيرا كذلك إلى المجهود الذي تم في إطار القطب السمعي البصري العمومي، حيث تم إعطاء الانطلاقة لمنصة » أطفال وثقافة. ما » التي تهم الأطفال مابين 4 و10 سنوات للتعرف على التراث والثقافة المغربيين. من جهة أخرى، أشار الوزير إلى الآثار والتداعيات المختلفة لجائحة فيروس كورونا المستجد على القطاعات التي تشرف عليها الوزارة، مشيرا إلى أن الجمعيات المهنية للصناعات الثقافية جاءت برقم يشير إلى تقلص رقم معاملات القطاع بنسبة 66 في المئة، مسجلا أن القطاع الثقافي يعد ثاني أكثر القطاعات المتضررة من هذه الأزمة. وبناء عليه، يقول السيد الفردوس، قامت الوزارة باتخاذ مجموعة من التدابير والإجراءات التي تهدف إلى الإعداد لاستئناف القطاع لنشاطه حسب ما هو مسموح به خلال هذه الفترة التي تتميز بالرفع التدريجي للحجر الصحي. أما في المجال الرياضي ، يقول الوزير، فإن توقف الممارسة الرياضية وإغلاق المنشآت والمرافق الرياضية انعكس سلبا على القطاع وأظهر العديد من النقائص والصعوبات التي يتعين معالجتها، منها على سبيل المثال الحاجة الملحة إلى هيكلة أنشطة القاعات الرياضية التي تشتغل في غالبيتها العظمى كجمعيات رياضية ولكنها تحتاج إلى تأطير ومواكبة قصد القيام بالدور المنوط بها، وكذا توضيح الإطار القانوني لتدبير الجمعيات للقاعات الرياضية لمعالجة الاختلالات المتعلقة بالتراخيص واستجابتها لشروط الصحة والسلامة. وشدد على أن وضع سياسة عامة للمنظومة الرياضية والثقافية والشبابية بالمملكة يرتبط ارتباطا وطيدا بالنموذج التنموي الجديد، حيث أن الحاجة أصبحت ملحة في مجال الرياضة مثلا لمقاربة جديدة لواقع الرياضة المغربية من الجوانب المتعلقة بخيارات مجتمعية أساسية في مجال الاقتصاد والتنمية المندمجة والاقتصاد الأخضر، فضلا عن وضع أسس جديدة لتدبير جهوي مبني على العلاقات التشاركية مع الجماعات الترابية في إطار ورش الجهوية المتقدمة. وخلص السيد الفردوس إلى أن » الوزارة حافظت على المنحة المخصصة للجامعات الرياضية رغم الصعوبات المالية « ، وذلك بهدف معالجة آثار جائحة كوفيد 19 على الرياضة، مشيرا إلى أن الوزارة ستواصل أيضا إتمام الورش المؤسساتي الخاص بتأهيل الجامعات والجمعيات الرياضية تطبيقا للقانون رقم 30.09 المتعلق بالتربية البدنية والرياضية.