بعدما أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة إطلاق برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين وجمعيات ومقاولات، عمّمت تفاصيل طلبات العروض التي سيتمّ وفقها تقييم الأعمال التي ستستفيد من هذا الدعم الذي سيصرف في إطار مواجهة تداعيات جائحة "كورونا". ويقول نصّ تفاصيل طلبات العروض إنّ برنامج الدّعم يهمّ القطاعات الفنية والثقافية، وسيستفيد منه الفنانون والجمعيات والتعاونيات والشّركات العاملة في قطاعات المسرح والموسيقى والأغنية وفنون العرض والفن الكوريغرافي والفنون التشكيلية والبصرية، في إطار "الجهود التي تبذُلُها الدّولة المغربية لمواجهة تداعيات وباء كوفيد 19". ويتضمّن برنامج الدّعم المكيَّف مع حالة الطوارئ الصحية دعما للجولات المسرحية الوطنية، ودعما للإنتاج في مجالات الموسيقى والأغنية وفنون العرض والفنّ الكوريغرافي، واقتناء للأعمال الفنية التشكيلية والبصرية لإثراء مجموعات وزارة الثقافة والشّباب والرّياضة، مع دعم لمعارض الفنون التّشكيلية والبصرية التي تنظّمها أروقة العرض. وتذكر وزارة الثقافة والشباب والرياضة بأنّ الملفّات المقدّمة ستدرسها لجان مكوّنة من مهنيين وممثلين عن الوزارة، مع تعيين كلّ أعضاء هذه اللجان وفقا للقوانين المحدّدة للتّدابير والإجراءات المعمول بها، مع تكلّف لجنة إدارية بدراسة المشاريع المترشّحة إداريا وقانونيا للدّعم وتتحقّق من الوثائق المقدّمة في الملفّات، لتسلّم إلى لجنة الدّعم الملفات المستوفية للوثائق والشروط فقط. واشترطت الوزارة الوصية أن يكون حامل المشروع المقدّم لهذا الدعم مغربي الجنسية أو أجنبيا مقيما بالبلاد وحاملا بطاقة إقامتها، وأن يكون قد وفى بجميع التزاماه مع الوزارة، مع احترام شروط السلامة الصحية وجودة الأعمال الفنية المقترحَة. وأُولِيت الأولوية في برنامج الدعم للمشاريع التي تضمّ عددا مهما من حاملي بطاقة الفنّان غير الموظَّفين وحاملي المشاريع الذين لم يسبق لهم الاستفادة من الدّعم، مع العناية بتقييم العمل ومصدره وإسناده وتاريخه فيما يتعلق باقتناء اللوحات الفنية، مع سندات الملكية القانونية الخاصّة به، فضلا عن بتّ اللجان في أهمية الأعمال المترشحة للدّعم وقيمتها الفنية أو التاريخية أو العلمية أو الإثنوغرافية. وذكرت الوزارة، في وثيقة دفتر تحملات السنة الجارية 2020 لطلبات عروض مشاريع القطاعات الفنية، أنّ صرف الدفعة الأولى من الدعم سيكون بعد توقيع العقود من قبل حاملي المشاريع، والتأشير عليها من طرف مصالح الخزينة الوزارية، مع صرف الدفعة الثانية بعد وفاء حاملي المشاريع المستفيدين بالتزاماتهم خاصّة عبر إنجاز المشاريع حسب المواصفات التي قدِّمَت للجان الدعم، وتقديم تقرير أدبي ومالي، مع وثائق إثبات أداء المستحقّات المالية لكلّ العاملين في المشروع. وتسجّل الوزارة الوصية أنّ الأهداف الخاصة من هذا الدعم لقطاع المسرح التحفيز على الترويج للأعمال المسرحية الناجحة وتوزيعها على نطاق واسع، ودعم مقاولات ترويج وتوزيع الإنتاجات المسرحية، وتعزيز مهنية وهيكلة المؤسسات الفنية ووكالات الإنتاج والتّعاونيات الفنية، ودعم الفرق المسرحية التي تتوفّر على كفاءات مهنية خاصة للترويج والتوزيع. بينما تتجلى الأهداف الخاصة من دعم قطاع الموسيقى والأغنية وفنون العرض والفن الكوريغرافي في دعم حاملي المشاريع الفاعلين في مجال الموسيقى من الفنانين المحترفين والمجموعات الموسيقية المحترفة، مع احترام التخصصات داخل فريق العمل، وتجنّب مراكمة المهام لفتح المجال لكلّ المُحترِفين في مجال الموسيقى. أمّا بالنسبة إلى اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية، فتحصر وزارة الثقافة أهدافها الخاصّة من دعم هذا المجال في: إغناء مجموعتها الفنية، ودعم الفنانين التّشكيليّين المكرّسين والشّباب، ودعم الفنانين التشكيليين الفاعلين في مجال الفنون التشكيلية والبصرية المتوفرين على خطّ تشكيلي متفرد. ويأتي هذا بعدما أعلنت وزارة الثقافة والشّباب والرياضة، متمّ الأسبوع الماضي، "إطلاق برنامج استثنائي لدعم الفاعلين الثقافيين في مجالات الفنون والكتاب، من أشخاص ذاتيين وجمعيات ومقاولات"، نظرا لما في "مساهمة المبدعين، فنانين ومؤلفين، في خلق وتعزيز التماسك الاجتماعي والقدرة على الابتكار، وحرصا على التخفيف من الآثار الاجتماعية والاقتصادية لحالة الطوارئ الصحية". ويعني هذا الدعم "التوزيع المسبق من قبل المكتب المغربي لحقوق المؤلف (BMDA) ابتداءً من 15 يونيو لصالح المؤلفين والمبدعين المنخرطين، لكل الأقساط المتبقية المقررة برسم السنة المالية 2020، والمحددة في 35,4 ملايين درهم، أي ما يوازي مجموع الأقساط المحصلة برسم سنة 2019 المتعلقة بحقوق التأليف ومداخيل النسخة الخاصة للفئات الثلاث: الغنائية والمسرحية والأدبية، وذلك وفقًا لتوصيات الكونفدرالية الدولية للمؤلفين والملحنين (CISAC) وبرنامج اليونسكو Resili Art". كما أعلنت الوزارة انطلاق طلبات عروض دعم المشاريع الفنية بغلاف إجمالي يقدر ب 39 مليون درهم، انطلاقا من يوم 17 يونيو الجاري، في مجالات "الجولات المسرحية الوطنية بمبلغ يقدر ب20 مليون درهم بحوالي 200.000 درهم كحد أقصى لكل مشروع، والموسيقى والغناء وفنون العرض والفنون الكوريغرافية بمبلغ يقدر ب12 مليون درهم بحوالي 250.000 درهم كحد أقصى لكل مشروع، ومعارض الفنون التشكيلية والفنون البصرية بقاعات المعارض بغلاف مالي يقدر بمليونيْ درهم بنفس الحدّ الأقصى للدّعم". كما أعلنت وزارة الثقافة والشباب والرياضة "اقتناء أعمال فنية تشكيلية أو فنية بصرية من الفنانين بغلاف مالي يقدر بحوالي 3 ملايين درهم، بمبلغ يتراوح بين 5.000 درهم و30.000 درهم، من أجل إثراء المجموعة الفنية للوزارة وتشجيع المواهب الشابة"، مع "المشاركة في مبادرة اقتناء الأعمال الفنية التشكيلية والبصرية التي أطلقتها المؤسسة الوطنية للمتاحف، بمبلغ مليونيْ درهم، مما يجعلها تصل إلى 8 ملايين درهم". وذكرت الوزارة، في بلاغ لها عمّم يوم الاثنين، "إقامة شراكة وطيدة مع المؤسسة الوطنية للمتاحف" في مجموعة من المجالات، هي: "وضع عدد من الأعمال المكونة للمجموعة الفنية لوزارة الثقافة والشباب والرياضة، غير المعروضة، رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل عرضها للعموم بمتاحف المملكة وفي الخارج"، و"وضع الماسح الضوئي عالي الدقة المتوفر لدى المكتبة الوطنية للمملكة المغربية رهن إشارة المؤسسة الوطنية للمتاحف من أجل مساعدتها على تسريع رقمنة المجموعات الفنية المتوفرة لديها". كما سجّلت الوزارة الوصية على قطاع الثقافة والفنون والشباب والرياضة والاتصال إطلاق طلب عروض، ابتداء من يوم 17 يونيو الجاري، بقصد "دعم مشاريع النشر والكتاب بغلاف مالي يقدر ب 11 مليون درهم في مجالات: اقتناء الكتب من المكتبات والناشرين لتوزيعها على المكتبات والخزانات العمومية، وإصدار ونشر المجلات الثقافية، الورقية والإلكترونية، والتحسيس بأهمية القراءة، ومشاركة المؤلفين المغاربة في إقامات المؤلفين، ومشاركة الناشرين المغاربة في المعارض الدولية للكتاب".