تركيا..سوق واعدة تتطلب مبادرات مدروسة للترويج تعد تركيا التي تقدر ساكنتها بحوالي 75 مليون نسمة٬ 13 في المائة منها يسافرون سنويا إلى الخارج٬ بالنسبة للسياحة المغربية٬ سوقا واعدة ينبغي اقتحامها أكثر على مستوى الترويج والمبادرات المدروسة في إطار رؤية واضحة على المديين المتوسط والطويل. وتندرج مشاركة المغرب منذ ست سنوات في المعرض الدولي للسياحة والأسفار بشرق المتوسط الذي افتتحت دورته ال16 الخميس الماضي بإسطنبول٬ في إطار هذه المقاربة الرامية إلى جذب مزيد من السياح الأتراك الذي أصبحوا يزورون المغرب كل سنة. وقال مدير قطب الشرق الأوسط وآسيا بالمكتب الوطني المغربي للسياحة الطيبي خطاب إن عدد السياح الأتراك الذين زاروا المغرب خلال سنة 2011 ارتفع إلى 24 ألف شخص٬ أي بزيادة بنسبة 16 في المائة مقارنة مع سنة 2010. واعتبر أن هذا الارتفاع يعد معبرا بالنظر لكونه يأتي في ظرفية صعبة تطبعها الأزمة الاقتصادية الدولية وخاصة الربيع العربي٬ ما يدل على أن الأتراك يثقون في جو الاستقرار الذي تعرفه المملكة والذي تعزز بالإصلاحات الأخيرة من قبيل الدستور الجديد والسير الجيد للانتخابات التشريعية والحكومة الجديدة التي يقودها حزب العدالة والتنمية. وأضاف أن المغرب بدأ٬ بشكل محتشم لكن بالتأكيد٬ يأخذ مكانه في تركيا٬ مشيرا إلى ضرورة بذل مجهود إضافي للترويج لاقتحام هذا المجتمع الصاعد واكتشاف بلدان وثقافات أخرى. وبعد أن أشار إلى أن هذا المجهود يستدعي تدخل جميع الفاعلين في القطاع وفي مقدمتهم الدولة عبر المكتب الوطني المغربي للسياحة والخطوط المغربية الملكية٬ ووكالات الأسفار والفنادق٬ ركز السيد خطاب في هذا الإطار على أهمية الترويج السياحي ومضاعفة الرحلات الجوية وبرمجة المزيد من الفنادق والمدن من قبل وكالات الأسفار٬ لا سيما المدن العريقة التي تثير اهتمام الأتراك الذين عرفوا في السنوات الأخيرة تحسنا ملموسا في مستوى عيشهم. وأبرز أن المكتب يشتغل على عدة مبادرات للترويج ستهم بشكل خاص السوق التركية خلال السنة الجارية٬ مشيرا على الخصوص إلى تنظيم أسبوع للطبخ والسياحة المغربية في تركيا بتعاون مع شركة الطيران الوطنية. ويرى العديد من مهنيي القطاع المشاركين في الدورة ال16 للمعرض الدولي للسياحة والأسفار بشرق المتوسط٬ الذي يعتبر الأكبر والأهم في تركيا٬ أنه رغم الجهود التي بذلت بالسوق التركية إلا أنه مازال هناك عمل كثير ينبغي القيام به من أجل تحسين توافد السياح الأتراك على وجهة المغرب. ومن جانبه٬ اعتبر أحد مديري وكالات الأسفار بتركيا يشتغل فقط بوجهة المغرب٬ في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء٬ أن السوق التركية تعد واعدة وتزخر بمؤهلات وفرص مهمة ينبغي اغتنامها٬ مشيرا إلى أن السياح الذين يسافرون عبر وكالته إلى المغرب يحملون انطباعا جيدا حول المملكة وغناها الثقافي. ويشارك المكتب الوطني المغربي للسياحة في المعرض الدولي ال16 للسياحة والأسفار بشرق المتوسط برواق متميز يضم٬ إلى جانب منصتي المكتب والخطوط الجوية الملكية٬ فضاءات للفاعلين الخواص ووكالات الأسفار المغربية الممثلة في هذه التظاهرة المهنية الدولية الهامة. وكان المغرب قد حصل على عدة جوائز خلال الدورات السابقة للمعرض٬ من بينها جائزة الصداقة سنة 2011 وجائزة أحسن تنشيط سنة 2010 وجائزة أفضل رواق سنة 2009.