أعلنت المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والإبداع والبحث العلمي (MAScIR)، اليوم الأربعاء في الرباط، أنها ستعمل على إنتاج 10 آلاف طقم تشخيصي مغربي الصنع خاص بالكشف عن فيروس كورونا المستجد بحلول نهاية الشهر الجاري. وقال مسؤولو المؤسسة البحثية إن قدرتها الإنتاجية من هذا الطقم المغربي ستشهد ارتفاعاً خلال شهر يوليوز المقبل لتلبية الحاجيات الوطنية في هذا المجال، وبالتالي دعم جهود مواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد. وكانت المؤسسة قد أعلنت، الاثنين الماضي، عن تصميم طقم (Kit) تشخيصي للفحص عن "كوفيد-19" يعتمد على تقنية "PCR" مصنوع 100 في المائة بالمغرب، وخضع للاختبار والمصادقة من طرف المصالح المختصة بكل من جهازي القوات المسلحة الملكية والدرك الملكي، إضافة إلى مؤسسة باستور بباريس. ويتميز هذا الطقم بخصائص محددة في درجة حساسيته ودقته العاليتين، كما تم التأكد من نجاعته والمصادقة على فعاليته من طرف مراكز بيولوجية وفيروسية ذات مرجعية معترف بها، على المستويين الوطني والدولي، وهي الاختبارات التي أثبتت موثوقيته. وكشفت نوال الشرايبي، المديرة العامة للمؤسسة، في ندوة صحافية رقمية نُظمت الأربعاء، أن الفريق الذي صمّم هذا الطّقم يضم كُلا من البروفيسور عبد العظيم مُومن، مدير المشروع مؤسس مدير علمي للمقاولة الناشئة "Moldiag"، وحسن آيت بنحسو، وزينب قميشو، وإيمان عبدلاوي، وهشام الهادي، وحسن الصفريوي. وذكرت المسؤولة أن هذا الطقم المغربي جرى تجريبه سريرياً على عينة من المصابين بفيروس كورونا المستجد يصل عددهم إلى 450، ويُوجَد اليوم في مرحلة الموافقة من قبل مديرية الأدوية والصيدلة بوزارة الصحة من أجل المرور إلى مرحلتي الإنتاج والتسويق. وبخصوص سعر هذا الطقم المغربي، الذي سيُطرح حصراً لفائدة المختبرات والمستشفيات، لم تكشف الشرايبي عنه بشكل واضح، لكنها أكدت أنه سيكون أقل بمرتين مقارنة بسعر الأطقم التشخيصية المتوفرة في السوق حالياً التي يتم استيرادها من الخارج. من جهته، قال خالد العرايشي، رئيس المؤسسة، إنه منذ بداية ظهور الفيروس في المغرب بدأ فريق البيولوجيا الطبية التابع للمؤسسة العمل على تطوير هذا الطقم التشخيصي ورفع التحدي من أجل توفيره في أقرب وقت ممكن. وأشار العرايشي إلى أن هذا الفريق راكم خبرةً تمتد لسنوات في تطوير أطقم التشخيص الجزيئي، حيث يوجد أيضاً طقمٌ خاص بتشخيص فيروس التهاب الكبد "C" في مرحلة الموافقة من أجل الإنتاج، كما يتم العمل على أربعة أطقم أخرى خاصة بسرطان الثدي وسرطان الدم والسل وسرطان البروستات. وأوضح رئيس المؤسسة البحثية "MAScIR" أن عملية التطوير الناجحة لهذا الطقم التشخيصي المغربي لفيروس كورونا المستجد هي "ثمرة طموح مُشترك وعمل ذي جودة قام به الباحثون داخل المؤسسة، إضافة إلى روح التشارك التي لمسناها لدى شركائنا، خصوصاً وزارات الداخلية والصحة والمالية، والقوات المسلحة الملكية، والدرك الملكي". وأكد العرايشي أن "البحث والتطوير يُعتبر ركيزة أساسية في كل سياسة للتنمية والتصنيع"، وأضاف قائلاً: "كل البلدان التي نجحت في أن تُصبح متطورة شرعت منذ البداية في ركوب قطار البحث، وهذا الركوب يكون إرادة سياسية من طرف الدولة تُترجَم إلى إجراءات لدعم وتشجيع البحث والتطوير، خصوصاً في مجالات الصحة والطاقة والصناعة الغذائية". جدير بالذكر أن المؤسسة المغربية للعلوم المتقدمة والابتكار والبحوث عبارة عن جمعية ذات منفعة عامة رأت النور سنة 2007، هدفها النهوض بأقطاب البحث التكنولوجي في مجالات المعدات والمعدات متناهية الصغر وتقنية النانو والتكنولوجيا الحيوية والإلكترونيات الدقيقة وعلوم الحياة، وتطويرها. وتتوفر المؤسسة على أرضيات علمية متطورة تكنولوجياً ورأسمال بشري مؤهل، بحيث يعمل باحثوها في مختلف حقول الابتكار المتكاملة، وتتمحور أبحاثها، التي تتوزع بين المعادن والطاقات المتجددة والصحة والنقل، حول الحاجيات الحالية والمستقبلية للصناعة والفلاحة، وحاجيات الفاعلين الاقتصاديين بشكل عام.