أثار مسلسل "سلمات أبو البنات" ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، على اعتبار أنه يعالج قضايا جد حساسة، وممثلة في لبيدوفيليا والتحرش الجنسي والإجهاض السري؛ وهو ما دفع كثيرين إلى الإشادة بهذا العمل الفني عبر مختلف المنصات. وعلى الرغم من الانتقادات المرتبطة بالإخراج التي وجهت إلى المسلسل، فإنه استطاع أن يفتح نقاشا حول قضايا قلما تناولتها أعمال فنية، وبالأخص مسلسلات تعرض على شاشة التلفزيون. وفي هذا الإطار، تقول سمية شافي، المدونة المهتمة بالطفولة وقضايا التربية، إن "المسلسل تطرق لقضايا مهمة عديدة، فدفعني إلى مواصلة مشاهدته، لعل أهم هذه القضايا التحرش الجنسي والبيدوفيليا". وتحدثت شافي، ضمن فيديو على قناتها على يوتوب، عن ما أسمته "الدروس المستقاة من المسلسل"، قائلة إن هناك "دروسا علينا استخلاصها من هذا المسلسل، وتستحق أن نغض الطرف من أجلها على بعض النواقص التي شابت القصة والإخراج"، مشددة على أن "العمل خلق ضجة كبيرة بسبب المواضيع المطروحة.... سواء اتفقنا أو لا عن الصورة التي يرسمها للبنات على كونهن لا يفعلن شيئا سوى التفكير في الزواج إلا أن العمل يظل مفيدا ويستحق المشاهدة". ومن أهم الدروس التي تحدثت عنها المدونة سالفة الذكر "ضرورة أن نكون أصدقاء لأطفالنا، وأن نعلمهم أن يرووا لنا يومهم بالتفصيل خاصة ما يقع معهم في غيابنا، وأن لا تكون لنا ثقة عمياء في الأشخاص بدافع الصداقة أو الجيرة، ناهيك أنه كأبوين يجب أن نكون دائما مصدر أمان لأطفالنا". من جانبها، قالت كوثر حمومي، صحافية مغربية، ضمن تدوينة فيسبوكية: "على الرغم من الأخطاء الإخراجية التي أثرت على البناء الدرامي للمسلسل وعلى الرغم من التسلسل غير المنطقي لبعض الأحداث فإن "سلمات أبو البنات" عرى على المسكوت عنه في مجتمعنا، طابوهات كانت الأعمال التلفزيونية لا تتجرأ على الخوض فيها وتترك أمرها للسينما". وتابعت حمومي قائلة: "البيدوفيليا، الإجهاض السري، التحرش وغيرها من القضايا التي عالجها هذا المسلسل في قالب درامي مشوق وإن شابته بعض العيوب". من جانبه، أشاد هشام لحرش، الفاعل السياسي، ضمن تدوينة له، بالممثل عبد الغني الصناك، الذي أدى دور المغتصب في مسلسل "سلمات أبو البنات"، قائلا إنه "يستحق بكل صدق جائزة الأوسكار، فأن تؤدي مشاهد دون حوار وتجعل المشاهد يقرأ الحوار في تقاسيم وجهك، بل وتجعله يكرهك، فهذا يدل على أنك ممثل كبير". ويتابع لحرش قائلا: "معلوم أن أصعب الأدوار والمشاهد في السينما والتلفزيون هي الأدوار التي تكون بدون حوار... وهي مناسبة للإشادة بالأداء الرائع لمحمد خيي وباقي الممثلين؛ لكن يظهر أن مشكل الدراما المغربية ليس في الممثلين المغاربة".