بعد ابتعاده عن الأضواء في السنوات الأخيرة، عاد بقوة إلى السّاحة الفنّية وليطل على المغاربة في الموسم الرمضاني الحالي بعدد من الأعمال الدرامية. بين مسلسلي "الإرث" و"شهادة ميلاد"، أثارت شخصية "المُتحرش" ذي التركيبة النفسية المعقدة التي قدّمها في مسلسل "سلمات أبو البنات" جدلاً واسعاً بين جمهوره. في حوار مع هسبريس، يرد الممثل ياسين أحجام على غضب جمهوره، ويكشف عاداته الرمضانية في زمن الحجر الصحي، ويُوضح موقفه من الأعمال الرمضانية المعروضة على القنوات الوطنية. كيف يقضي ياسين يومه في شهر رمضان في زمن الحجر الصحي؟ لا يختلف يومي الرّمضاني في زمن الحجر عن أيام هذا الشهر الفضيل في السنوات الماضية، أقضيه رفقة عائلتي الصغيرة بمدينة الدارالبيضاء، الفرق البسيط هو لزوم البيت والخروج إلا للضرورة، وهو أمر أنا معتاد عليه في الأيام الأخرى، لذلك لم أجد صعوبة في التأقلم مع حياتنا الجديدة في زمن كورونا. ماهي أهم الطقوس التّي تفتقدها مقارنة مع السنوات الماضية؟ أكثر ما أفتقده هذه السنة زيارة عائلتي ولقاء أصدقائي، عادة أقضي في الدارالبيضاء 15 يوماً، وأسافر إلى مدينة شفشاون لزيارة الوالدين وإخوتي في تطوان، الشيء الذي لم يتحقق طيلة فترة الحجر، طقوس من الصعب التخلي عنها، خاصة لقاء الوالدين اللذين أفتقدهما كثيراً. لاقت بعض الأعمال الرمضانية انتقاداً من طرف الجمهور، ما تقييمك لها؟ الأعمال الفنّية التّي تُقدم خلال شهر رمضان يتفاوت مُستواها بين أعمال متميزة، ومتوسطة وأخرى ضعيفة، ويختلف تقييمها من شخص إلى آخر لأنها مرتبطة بالذوق، فالأعمال الإبداعية لا يمكن أنْ تحقق الإجماع لأنّها ترتبط بالذوق الفنّي للمتلقي. في رأيك، هل وصلت الدراما المغربية مرحلة النضج؟ لا أعتقد، صحيح أنّ الدراما المغربية تعرف تطوراً، وهناك تجارب ناجحة وأخرى لم تتوفق، لكن مازال أمامنا طريق طويل للاشتغال، هناك تفاؤل لتصبح الدراما موفقة مع مرور الوقت. في اعتقادك ماذا تحتاج الساحة الفنية لتقدم أعمالا تساهم في الوعي الجماعي؟ الساحة الفنّية المغربية في حاجة إلى الكتابة الجيدة، لأننا نعيش أزمة سيناريو، الكتابة هي الأزمة التّي يعيشها الممثل والمخرج، في مقابل ذلك هناك محاولات جيدة لكتاب قدّموا أعمالا جيدة وفي المستوى، من بينهم زكريا لحلو وجيهان بحار. ما ردك على الجدل الذي أثاره الدور التّي تقدمه في مسلسل "سلمات أبو البنات"؟ الدور الذي أسْند إلي في مسلسل "سلمات أبو البنات" أحدث ضجة في مواقع التواصل الاجتماعي نتيجة الصدمة التّي أحدثتها الشخصية لدى الجمهور، نظراً لقسوتها وتركيبتها النفسية المعقدة، ويعالج ظاهرة حساسة وهي "التحرش"، ولأنّ العمل مخصص للتلفزيون ويستهدف العائلات فهو لا يتضمن أي مشاهد تخدش الحياء، لكن تقمصي لهذا الدور كان فيه اجتهاد ومثابرة، الشيء الذي جعل شريحة واسعة من الجمهور تعتقد أن الشخصية حقيقية، في مقابل ذلك توصلت بعدد من الرسائل والتعليقات من فئة عبّرت عن كرهها للشخصية وإعجابها بأدائي، وهذا شيء أسعدني كثيراً. هل في اعتقادك أثرت "أزمة كورونا" على المنتوج التلفزيوني الرمضاني؟ رغم توقف تصوير بعض الأعمال، إلا أنّ انتشار الوباء العالمي لم يؤثر على المنتوج الدرامي الرمضاني، لأنّ معظم المسلسلات والأعمال الكوميدية تمّ تصويرها قبل الجائحة، وأزمة كورونا بدأت في بلادنا قبل أسبوعين فقط من شهر رمضان، أي إنّ معظم الأعمال كانت جاهزة للبث. إلى أي حدّ أثرت التدابير الوقائية لمحاربة الفيروس على أوضاع الفن والفنانين؟ الفنان المغربي يشتغل وفق قانون الفنان والمهن الفنية المؤطر بالدستور، الذي يحدد مهامه وأنشطته وطبيعة العقود، لكن مع تعاقب الوزراء على رأس وزارة الثقافة تعثر إخراج القانون التنظيمي المتعلق بالحماية الاجتماعية للفنانين. الفنان له احتياجاته الخاصة، خاصة "المتفرغ" الذي لا يتوفر على دخل مادي آخر؛ فطبيعة الأدوار المسنودة إلى الفنانين لم تؤمن لهم أجورا تكفي لتغطية مصاريف حياتهم اليومية طيلة ثلاثة أشهر، خاصة أنّ هؤلاء الفنانين لهم أسر وأطفال. التوقف الاضطراري تسبب في أزمة خانقة للفنانين الذين يعانون الهشاشة، في الوقت الذي لم تقم فيه الحكومة بأي إجراء لإنقاذهم.