لا تزال احتجاجات المغاربة العالِقين بالخارج في بدايتها؛ فمع استمرار محنتهم، حدّد بيان لهم يوم الأربعاء المقبل موعدا جديدا لتنظيم وقفات أمام القنصليات المغربية في مختلف أنحاء العالَم. وقال بيان المغاربة العالِقين خارج أرض وطنهم، منذ إغلاق البلاد حدودها للتّصدّي لجائِحَة "كورونا"، إنّهم سيستمرّون في تنظيم وقفات أمام القنصليات المغربية يوم الأربعاء 20 ماي، "احتجاجا على تخلّي الحكومة عن المواطنين المغاربة العالِقين في بلدان العالَم". هؤلاء المغاربة الذين صعّدوا يوم الاثنين في الأسبوع الجاري بالاحتجاج أمام قنصليات المملكة، حمّلوا في بيانهم الجديد "الحكومة مسؤولية الوضع الذي يوجد فيه العالقون، وما نجم عنه من تداعيات مأساوية على حياتهم ونفسيتهم ووضعهم المهني والاجتماعي". ووضّح المغاربة الذين "تقطّعت بهم السُّبُل خارج أرض الوطن"، أنّهم سيستمرّون في الاحتجاج طلبا لإعادتهم إلى البلاد، "بعد صبر طال أكثرَ من شهرين، دون أن تحدد الحكومة المغربية أي تاريخ للشروع في الترحيل"، وبعد "فقدان الأمل في إجلاء الحكومة مواطنِيها كما فعلت ذلك كل دول العالم، خصوصا مع تلاشي الوعود التي أعطاها وزير الخارجية". كما سجّل البيان أنّ قرار الاستمرار في الاحتجاج جاء بعد "الوفاة المأساوية وفي ظروف حاطة من الكرامة الإنسانية، لإحدى المواطنات المغربيات العالقات بمليلية المحتلة"، و"ما ترجمته هذه الوفاة بحق من مدى استخفاف الحكومة بحياة المغاربة العالقين، وتركها إياهم يعيشون ظروفا فاقت قسوتها طاقة البشر، في عدد من مناطق العالم". وجدّد المغاربة الذين تحول الحدود بينهم وبين بلادهم، مطالبتَهم "مجلس النواب، كمؤسسة لها حق الرقابة على العمل الحكومي، بممارسة صلاحياته، لحث الحكومة على تحمل مسؤولياتها وترحيل العالقين في أقرب وقت"، كما ناشدوا "كل القوى الحية من جمعيات حقوقية وأحزاب سياسية، أن تهب لشجب هذا الموقف الاستثنائي، الذي اتخذته الحكومة إزاء 28 ألفا من مواطنيها، دون أسباب واضحة، ومقنعة، ومعقولة"، وجدّد البيان مناشدة ملك البلاد للتدخّل، وفكّ الحصار، وإعادة العالِقين إلى "حضن وطنهم". تجدر الإشارة إلى أنّ المغرب شرع، عبر وزارة الداخلية، في إعادة مواطنيه من مدينة مليلية المحتلّة، أيّاما قليلة بعد وفاة مغربية بهذا الثّغر السّليب التّابع للتّاج الإسباني. واحتج مغاربة مطلعَ الأسبوع الجاري، أمام السفارة الفرنسية بباريس، وأمام مجموعة من قنصليات المملكة، من بينها قنصليات فرنسية في ليل وديجون ومونبلييه وتولوز، وفي الجزيرة الخضراء بإسبانيا، والعاصمة التركية إسطنبول، ودوسلدورف الألمانية، وفي الجزائر العاصمة ووهران وبلعباس. وسبق أن وجه المئات من المغاربة العالِقين بالخارج اتّهاما مباشرا إلى الحكومة ب"التخلّي عنهم"، في بيان وقّعه في أبريل الماضي مواطنون عالقون بإسبانيا، فرنسا، البرتغال، سريلانكا، الإمارات، السنغال، كندا، هولندا، بلجيكا، تايلاند، رومانيا، الولاياتالمتحدةالأمريكية، ماليزيا، الفلبين، المملكة المتحدة، مصر، تركيا، وجنوب إفريقيا. كما سبق أن صرح هؤلاء المواطنون أنّهم "أنصتوا بإمعان لإجابات الحكومة المغربية عن الوضعية المتأزمة للمغاربة الذين تقطعت بهم السبل ببلدان العالم"، وهدّدوا بخطوات تصعيدية، من بينها الاحتجاج أمام القنصليات، "بعد فقدان الأمل في مخرج من الوضع المتأزم الذي يعيشونه، وتحوله إلى ألم عميق"، وبعدما "شهدوا بلادهم وهي تتخلى عنهم بشكل مريع"، وبعد "تمييز الحكومة بين المواطنين داخل الوطن والمواطنين الموجودين خارجه، واعتبارهم مصدر تهديد لصحة المواطنين، دون موجب حق".