قالت منظمة الصحة العالمية إن جائحة كوفيد 19 سلطت الضوء على ضرورة زيادة الاستثمار في خدمات الصحة النفسية على نحو عاجل، و"إلا فيُخشى التعرض لمخاطر حدوث تصاعد كبير في حالات الصحة النفسية خلال الأشهر المقبلة، وفقاً لموجز السياسات الذي صدر اليوم عن الأممالمتحدة بشأن كوفيد-19 والصحة النفسية". وأوردت المنظمة، ضمن تقرير لها، أنه إن لم "تؤخذ السلامة النفسية للناس على محمل الجد سيتكبد المجتمع تكلفة اجتماعية واقتصادية طويلة الأجل"، موضحة أن الإحصاءات توضح بالفعل تزايد أعراض الاكتئاب والقلق في العديد من البلدان. وفي هذا الإطار، كشف تيدروس أدحانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أن "أثر الجائحة على الصحة النفسية للناس يُعد بالفعل مصدراً كبيراً للقلق؛ فقد زادت وطأة العزلة الاجتماعية، والخوف من العدوى، وفقدان أفراد من الأسرة، بفعل القلق الناجم عن فقدان الدخل بل وفقدان العمل في كثير من الأحيان". وحسب التقرير سالف الذكر، تتعرض مجموعات سكانية معيّنة بصفة خاصة لمخاطر الكرب النفسي الناجم عن كوفيد-19. مثلا العاملون في الخطوط الأمامية للرعاية الصحية الذين يواجهون أعباء العمل الثقيلة والقرارات المتعلقة بالحياة أو الموت ومخاطر العدوى، يتضررون تضرراً شديداً. وأوضح المصدر ذاته أنه أثناء تعرض الصين للجائحة، سُجلت معدلات مرتفعة للاكتئاب (50 في المائة) والقلق (45 في المائة) والأرق (34 في المائة) في صفوف العاملين في الرعاية الصحية، وفي كندا أفاد 47 في المائة من العاملين في الرعاية الصحية بحاجتهم إلى الدعم النفسي. وتنبه المنظمة إلى أن الأطفال والمراهقين يتعرضون أيضاً للمخاطر، إذ أفاد الآباء والأمهات في إيطاليا وإسبانيا بأن أطفالهم يجدون صعوبة في التركيز ويعانون من سرعة الانفعال، والتململ، والعصبية. وأدت التدابير الخاصة بالبقاء في المنزل إلى زيادة مشاهدة الأطفال للعنف وسوء المعاملة أو تعرضهم لهما. ويُعد الأطفال ذوو الإعاقة والأطفال في الأماكن المزدحمة وأولئك الذين يعيشون ويعملون في الشوارع الأسرع تأثراً. ويقول غيبريسوس: "لقد اتضح الآن بجلاء أن الاحتياجات المتعلقة بالصحة النفسية يجب أن تُعالج بوصفها عنصراً أساسياً من عناصر استجابتنا لجائحة كوفيد-19 وتعافينا منها. ويُعد ذلك مسؤولية جماعية تتحملها الحكومات والمجتمع المدني، بدعم من منظومة الأممالمتحدة بأكملها".