دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، مجموعة العشرين إلى التمسك بالوحدة والصلابة والريادة في مواجهة جائحة كوفيد-19 التي قال إنها “تشهد تسارعاً رأسياً مهولاً”. وأضاف الدكتور تيدروس أدحانوم غيبريسوس، في كلمة له أمام القمة الاستثنائية لمجموعة العشرين، عبر دائرة تلفزيونية، أن العالم اليوم يخوض حربا عشواء مع الفيروس الذي يهدد بتمزيق البشرية إذا سمح له بذلك، مشيرا إلى أن نصف مليون شخص أصيبوا بالعدوى وأكثر من 20 ألفا شخص خسروا أرواحهم. وأوضح المسؤول الأممي، أنه في الوقت الذي استغرق الأمر 67 يوما لتسجيل أول مائة ألف حالة مصابة بالفيروس، فإن المائة ألف حالة الثانية لم يستغرق تسجيلها سوى 11 يوما، فيما كانت أربعة أيام كافية لإصابة المائة ألف حالة الثالثة، ويومان فقط لإصابة المائة ألف حالة الرابعة، مؤكدا على أنه إذا لم تتخذ جميع البلدان إجراءات وصفها ب “الشرسة” فإن الملايين من الناس سيموتون بهذا الوباء. وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية مخاطبا قادة العشرين “قاتلوا بضراوة، بكل ما لديكم من قوة، قاتلوا كأن حياتكم كلها تتوقف على هذه المعركة، لأنها بالفعل تتوقف على هذه المعركة”، مشيرا إلى أن العالم يوجد في خضم أزمة عالمية تقتضي استجابة عالمية، وأن الطريقة الوحيدة لحماية الأرواح والأرزاق والاقتصادات هي وقف هذا الفيروس، وأن الوقت ليس وقت أعذار ولا ندم. واعتبر تيدروس أدحانوم، أن الإجراءات والتدابير الاحترازية التي اتخذتها العديد من البلدان إيجابية، من شأنها التخفيف من حرارة الجائحة، لكنها في نظره لن تطفئ سعيرها، مؤكدا على أنه من الضروري ومن الواجب العمل فورا على بناء القوى العاملة الصحية وزيادتها وتدريبها ونشرها لتقصي كل حالة وفحصها وعزلها ومعالجتها وترصّد كل مخالط من مخالطيها. كما دعا المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، قادة العالم إلى الوحدة لمجابهة هذه الجائحة، مشيرا إلى أنه ليس بمقدور أي بلد أن يعالج هذه الأزمة لوحده، لأن الجميع يوجد في قلب هذه المحنة، وأن السبيل الوحيد للخروج منها هو العمل بشكل جماعي وموحد، وأن ذلك يقتضي في نظره “تغيرا جذرياً في مفهوم التضامن العالمي، بما يعني تبادل الخبرات والمعارف والموارد، وفي العمل معاً لإبقاء خطوط الإمداد مفتوحة، وفي دعم البلدان التي تحتاج دعمنا”. وفي الخطاب ذاته، أكد المسؤول الأممي على وجدود نقص في معدات الحماية بالنسبة للعاملين في الصحة والمتواجدين في خطوط الاستجابة الأمامية للخطر، مما يفرض على الجميع رفع الإنتاج وإزالة أي حظر على الصادرات وضمان التوزيع المنصف، وتسخير الإرادة السياسية للدول لفائدة تلك الجهود، وتوجيه أنشطة الإنتاج العالمي نحو الأدوات والمعدات التي يحتاجها الوضع الآن من أجل إنقاد الأرواح. وقال تيدروس أدحانوم غيبريسوس، موجها خطابه لقادة قمة العشرين “أنعشوا الابتكار للتوصل إلى اللقاحات والعلاجات، أوقدوا جذوة حركة عالمية تضمن عدم تكرار ما يحدث الآن. فالإجراءات التي نتخذها اليوم ستمتد انعكاساتها لعقود قادمة” مشيرا إلى أن جائحة “كوفيد 19 ” تأخذ الكثير من الجميع، لكنها تمنح شيئا واحدا وهو الفرصة للتعاضد ضد تهديد مشترك ولبناء مستقبل مشترك. يشار إلى أن قمة مجموعة العشرين التي فرضت عليها جائحة كورونا أن تنعقد افتراضيا عبر دائرة تلفزيونية، أكدت في ختام أشغالها، على التزام قادة الدول المشاركة في القمة بالعمل على وقف جائحة كورونا وتشكيل جبهة موحدة لمواجهتها، من أجل حماية الأرواح والحفاظ على مناصب الشغل، مشددين على أن التصدي للآثار الصحية والاقتصادية لهذه الجائحة يعد أولوية أساسية بالنسبة لهم. كما التزم قادة المجموعة العشرون باستعادة الثقة في الاقتصاد العالمي وتحقيق نمو من خلال ضخ 5 ترليون دولار لحماية هذا الاقتصاد، مؤكدين على أن الاستجابة لجائحة كورونا تتطلب شفافية ومشاركة البيانات الصحية، وتوسيع قدرة العالم على تصنيع الإمدادات الطبية اللازمة لمواجهة الجائحة، وكذا ضمان مرور آمن لشحنات المعدات الطبية والأغذية بين الدول.