في الوقت الذي سجلت فيه بيانات رسمية أن عدد العاطلين عن العمل في المغرب وصل، في السنة الماضية، إلى مليون و92 ألف عاطل، بعد أن استغنى القطاع الزراعي عن 18 ألف وظيفة، ما زال إقبال الشباب على الزواج يرتفع سنة بعد أخرى، إذ أكد وزير العدل عبد الواحد الراضي أن عدد رسوم عقد القران بلغ ما مجموعه 297 ألفا و660 رسما، مقابل 272 ألفا و989 سنة 2006، مسجلا بذلك ارتفاعا بنسبة 9.04 في المئة. "" وعلى الرغم من تحدث بعض الأوساط القانونية عن تزايد معدلات الطلاق بعد إقرار مدونة الإسرة، إلا أن وزير العدل قال، في الجلسة الافتتاحية ليوم دراسي بمناسبة الذكرى لصدور المدونة أمس الاثنين، إن نسبة الأحكام الصادرة بثبوت الزوجية، عرفت بدورها ارتفاعا مهما، في السنة الماضية، إذ بلغ عدد الأحكام الصادرة بشأنها ما مجموعه 18 ألفا و751 حكما، مقابل 16 ألفا و832 حكما سنة 2006، أي بزيادة بنسبة 11.40 في المئة. أما في ما يتعلق بالتعدد خلال 2007، فشكلت نسبة الرسوم المنجزة بشأنه 0.29 في المئة فقط من العدد الإجمالي لرسوم الزواج خلال هذه السنة. من جهة أخرى، سجل ميل الأزواج في إنهاء العلاقة عن طريق الطلاق الاتفاقي ارتفاعا بنسبة 22.28 في المئة، ما يظهر التطور في تدبير الزوجين في إنهاء العلاقة الزوجية بينهما بطرق هادئة تسمح باستمرار الود خصوصا عند وقوع الطلاق مع وجود الأبناء. وفي ما يخص عدد الأحكام التي تشهد بوقوع الصلح بين الزوجين بالنسبة إلى دعاوى الطلاق أو التطليق خلال السنة الماضية، فقد حققت نسبا مهمة حيث قاربت نسبة السدس من مجموع الأحكام القاضية بالتطليق. أما في ما يخص التجاوب الفعلي للأزواج مع المقتضيات المتعلقة بتدبير الأموال التي تكتسب أثناء قيام العلاقة الزوجية، فوصل عدد العقود المنجزة بهذا الخصوص، خلال سنة 2007، ما مجموعه 900 عقد، مقابل 424 عقدا فقط سنة 2006. وتعيش شريحة مهمة من الشباب في المغرب حاليا وضعية تأجيل للدخول في قفص الزوجية وليس عزوفا نهائيا عنه، وذلك بسب عوامل موضوعية لها صلة مباشرة بالظروف الاقتصادية والاجتماعية للبلاد ونمط الحياة الحديث الذي فتح مجالات أوسع للاختلاط بين الجنسين والعلاقات الجنسية خارج عش الزوجية. ويلجأ عدد كبير من الشباب العاطل إلى الزواج الأبيض أو ما يعرف ب زواج الأوراق للعبور إلى الضفة الأخرى، إذ سجل في الفترة الأخيرة ارتفاع نسبة زواج الفتيات والذكور من الأجانب لو كان فارق السن بينهما كبيرا جدا. وسجل المغرب، خلال السنوات الأخيرة، تحولات في ما يتعلق بالسن عند الزواج، حيث أصبح سن الزواج يفوق 28 سنة عند النساء و31 سنة عند الرجال عكس ما كان خلال الستينات، حيث الفتيات يتزوجن في المتوسط عند السن 17 والذكور عند 24 سنة. ولنسبة الزواج أثر على معدلات الخصوبة عند النساء، إذ إن الخصوبة بلغت أعلى مستوياتها خلال الستينات بمعدل سبعة أطفال لكل امرأة، في حين لا يتعدى هذا المؤشر 2.5 طفل لكل امرأة سنة 2004. وكانت معطيات رقمية لسنة 2004 أشارت إلى أن نسبة العازبات والعزاب في الفئات العمرية 15 19 سنة و20 24 سنة أصبحت تناهز مئة بالمئة. ويأتي خفض معدل البطالة على رأس أولويات الحكومة التي تتوقع إضافة 1.2 مليون فرصة عمل، في الفترة من 2008 إلى 2012، مقارنة مع ما يقدر بنحو 0.8 مليون في السنوات الخمس السابقة. ويقول تقرير رسمي إن على المغرب أن يقدم 400 ألف فرصة عمل سنويا في الأعوام العشرة المقبلة لمنع تفشي البطالة من زعزعة الاستقرار.