والجائحة مازالت تلقي بظلالها على المغرب والعالم أجمع، بادرت مؤسسة مقاربات للصناعات الثقافية بفاس بإصدار منشور جديد لعالم الاجتماع المغربي أحمد شراك، معنوَن ب"كورونا والخطاب: مقدمات ويوميات". وأتاحت المؤسسة هذا الكتاب الذي يبلغ عدد صفحاته 144 صفحة من القطع المتوسط إلكترونيا قصدَ "تشجيع القراءة في فترة الحجر الصحي وتثمين ثقافة التضامن التي يعيشها المغرب في ظل أزمة كورونا". ويتضمّن هذا الكتاب مجموعة من المحاور، هي: كورونا والتعليم عن بُعد، كورونا والثقافة، كورونا والتضامن، كورونا والقراءة، كورونا والإبداع، كورونا والإعلام، كورونا و"الاحتجاج"، كورونا والوطن، كورونا والإشاعة، كورونا والبحث العلمي، كورونا والزَّوْج، كورونا وحرف الحاء، كورونا والهشاشة الاجتماعية، كورونا والأطفال، كورونا وكتابة أخرى!؟، كورونا والمثقف، كورونا والنافذة، كورونا والتفكه، كورونا والكمامة، كورونا والحجر الثقافي، كورونا والصداقة، كورونا والسوسيولوجيا، كورونا وماذا بعد؟ عن بُعد!؟. ويكتب أحمد الشراك أنّ هذه الجائحة التي انطلقت من الصّين، وسافرت على جناح السلامة إلى أنحاء كثيرة من المعمور، فرضت على الدول كما الشّعوب إقامة جبرية كونية، بقي الكلّ فيها بوطنه، إلا العالقين، للحدّ من ضيافتها غير المرغوب فيها. ويضيف السوسيولوجي المغربي: "أمام هذا الوضع المتردّي ما يثير الأسئلةَ والاستِشْكَالات هو ما الخطاب الرائج حول كورونا، أي ما الخطاب بصيغة الجمع الذي ينصهر اليوم في هذه المرحلة الموسومة بالإقامة الجبرية، التي يطلق عليها رسميا "الحجر الصحي"؟ وما أهمّ الموضوعات التي تُثارُ حول كورونا؟ وما أهمّ القضايا التي يثيرها في المجتمع؟". ويتساءل الكاتب عن موقع الكتابات حول الجائحة، وهل ستعدّ كتابات جديدة على مستوى البنى والإِواليّات والمنطق، أم أنّها كتابات مرتبطة بحالة الحَجر، وقد لا تختلف على سبيل أسباب نزولها تحديدا إلا عن كتابات أحداث تاريخية -إنسانية-، مثل حرب الخليج الأولى، وأحداث 11 شتنبر، وأحداث الربيع العربي؛ كما يستفهم عما إذا كان لمجمل هذا الخطاب ما يخصّه ويتفرّد به، أو إذا ما كان يتواصل ويتقاطع مع الأحداث السالفة، خاصة الربيع العربي (في امتداداته بالجزائر ولبنان والسودان...) والوطنية (مقاطعة المنتوجات الاقتصادية)، وامتدادات احتجاجه في بعض الجهات والمدن المغربية. ويصف أحمد الشراك عمله الجديد هذا بكونه "تأملات، أملاها توالي أيام هذه الإقامة الجبرية، ويوميات تتخذّ طابع الشمولية والعموم، دون تفاصيل لما يضغط به الحدث في الانكتاب". ويزيد الكاتب: "يزاوج هذا الكتاب بين السؤال السوسيولوجي، والتأمّل الفكري، في ارتباط مع الخطاب اليومي، من أجل تشخيص عصر كورونا، واستشراف المستقبل عبر هذه المقدّمات أو المفاتيح لقضايا كبرى وصغرى، قابلة لنقاش علمي 'أكثر برودة' في ما بعد."