يعكِف المخرج والمؤلف المغربي زكرياء قسي لحلو على تطوير مسلسله الدرامي "الجائحة"، الذي يوثق لزمن كورونا من خلال قصص وأحداث اجتماعية وإنسانية. وتدور أحداث المُسلسل المغربي، حسب السيناريست لحلو، حول سكان عمارة "الحمد" الذين كانوا يعيشون صراعات بينهم، إلى أنْ تسرب إليهم الفيروس من ابن حارس العمارة "العربي" القادم من إسبانيا. وتتواصل أحداث هذا العمل في قالب درامي عندما قررت السلطات المحلية الحجر على سكان العمارة، وأوضح المتحدث نفسه لهسبريس أن "شخصيات العمل تشبهنا في مُعتقداتنا وتصوراتنا للمجتمع، وتعامل كل فرد وفق أيديولوجيته مع الوباء، والتحول الذي تعرفه هذه الأسر في تحديد أولوياتها". وأضاف لحلو قائلا: "إثر انتقال الفيروس إلى سكان العمارة، تأخذ الأحداث مجرى دراميا مُكثفا، وتظهر جوانب أخرى في الشخصيات التّي تعكسنا في حقيقتنا، مع ظهور قيم أخرى في فترة الحجر الصحي تجمع بين الخوف، الكراهية، التضامن، وغيرها، من خلال الشاب الذي يمتهن فن الشارع، ومُسير المقهى الذي ينتمي إلى جماعة مُتطرفة، إلى جانب الدور الذي سيلعبه الطبيب والممرضة والقائدة زهرة في زمن كورونا". وقرّر لحلو أنْ ينفتح في كتابته لسيناريو العمل على مُبدعين آخرين، موردا: "بداية، أطلقت مُبادرة لورشة الكتابة على الأنترنت، وذلك لتكسير العزلة والحجر عن طريق مخيلة الإبداع وتشجيع الناس على البقاء في بيوتهم، ومن خلالها توصلت بمقترحات تهُم الشخصيات والحبكة والأحداث، ويبقى الرهان هو كتابة سيناريو مسلسل قوي يؤرخ للحظة"، مُشيراً إلى أنّ سيناريو العمل يعرف مُشاركة أزيد من 70 مؤلفاً. وأبرز المؤلف المغربي أنّ "الجائحة" سيضع المُشاهد قريبا من الأحداث التّي سيتم تصويرها وفق زمن درامي تراجيدي، مضيفا أن "الأحداث التّي نعيشها في واقعنا اليومي جراء انتشار فيروس كُورونا جعلتنا نرى الأشياء عن قرب، وأظهرت جوانب أخرى من شخصية كل فرد نتيجة الضغط النفسي والاجتماعي الذي نعيشه، وهي أيضاً مناسبة للقيام بوقفة تأمل مع الذات والمجتمع واكتشاف مجموعة من الأشياء المحيطة بنا لم ننتبه لها في أيامنا العادية". وعن القناة التلفزيونية المرشحة لإنتاج هذا العمل الدرامي الجديد، كشف زكرياء لحلو أنّه توصل بعروض من شركات لتبني هذا العمل الذي يُوثق بطريقة فنية ودرامية للأحداث التي نعيشها في زمن كورونا، لكنّه اختار الانكباب على الانتهاء من كتابته أولاً. ورغم انتماء العمل الدرامي للمجتمع المغربي بأحداثه وشخصياته، إلا أنه يمس الإنسانية في مضمونه، يورد لحلو، مضيفا: "قدّمنا الكثير كمغاربة في ظل الجائحة لتدبير الأزمة، وأتمنى أنْ نكون كفنانين في مستوى هذه اللحظة ونقدم منتوجا إعلاميا دراميا مغربيا بشخصيات عالمية".