في الوقت الذي يتواصل فيه مطلب المغاربة العالقين بالخارج بإعادتهم إلى أرض الوطن، بالتزامن مع شهر رمضان المبارك، وتأكيد السلطات المغربية أن التحضير جارٍ لتتم عملية العودة في أقرب وقت وأحسن الظروف، دون أن تحدد تاريخاً للشروع في ذلك، غادر المغرب أزيد من 80 ألف أجنبي في إطار عملية ترحيل السياح. المعطيات الرسمية التي وفرتها وزارة السياحة المغربية أفادت بأن عمليات ترحيل السياح الأجانب العالقين بالمغرب من 15 مارس إلى 24 أبريل 2020 كانت مكثفة، مشيرة إلى أن عدد الرحلات خلال هذه المرحلة بلغ 504. وفي هذا الصدد، أشارت الجهات الرسمية إلى أن عدد الأشخاص المرحلين من المملكة وصل خلال هذه المرحلة من الطوارئ الصحية التي ألزمت المغرب بإغلاق مجاله الجوي 80 ألفا و421، معلنة أنها قامت باتصالات مكثفة ومتواصلة مع مختلف السفارات والقنصليات الأجنبية للسهر على عملية الترحيل. وأوردت وزارة السياحة في وثيقة رسمية لها أن هدفها هو مواكبة وتتبع عن قرب الظروف المحيطة بالسياح والعمل على توفير الشروط المناسبة لإقامتهم، مبرزة أنها قامت بتحسيس السلطات المحلية ووكالات الأسفار والفنادق السياحية المعنية باتخاذ التدابير الممكنة. وثيقة الوزارة المسؤولة عن قطاع السياحة أضافت أن بعض السفارات والقنصليات هي الآن بصدد التفاوض مع بلدان الأجانب العالقين والسلطات المغربية من أجل توفير رحلات جوية استثنائية، مبرزة أنها قامت بتتبع حالة السياح في الفنادق والمخيمات. من جهة ثانية، يبلغ عدد المغاربة العالقين بالخارج الذين ينتظرون قرار العودة 22 ألفاً، دون احتساب الطلبة، وهو ما يتطلب تخصيص ما بين 50 و60 رحلة، وفق مصادر رسمية أشارت إلى أن "عملية العودة مكلفة، وقد تم تخصيص ميزانية لذلك مرتبطة بالميزانية العامة لمواجهة تداعيات جائحة كورونا"، مضيفة أن "طائرة تحمل ما بين 180 و200 راكب قد تكلف الدولة حوالي 300 ألف يورو، أي 300 مليون سنتيم". وكان ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أكد أن عودة المغاربة العالقين بالخارج ينبغي أن تندرج في إطار تعزيز المكتسبات المهمة المحققة من قبل المغرب في مجال مواجهة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد.