بعد أن حالت جائحة فيروس "كورونا" المستجد دون إيفاد الوعاظ الذين جرت العادة في شهر رمضان من كل سنة أن يشدوا الرحال إلى خارج البلاد لتأطير البرنامج الديني لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، تم اللجوء إلى "الوعظ الرقمي"، عبر بث فيديوهات موجهة إلى مغاربة العالم، على شبكة الأنترنيت. وفي إطار التجاوب مع طلبات وانتظارات الجالية المغربية في مختلف أنحاء العالم خلال شهر رمضان، شرعت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج، بعد تعليق مهمة البعثة الدينية التي دأب المغرب على إيفادها إلى بلدان الإقامة، في بث دروس للوعظ والإرشاد، على موقعها الإلكتروني، يلقيها وعاظ وأساتذة مغاربة. ويتضمّن البرنامج الديني البديل، الموجه إلى أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، مواعظ ومحاضرات، تتناول الجانب المتعلق بالعقيدة والعبادات ومواضيع أخرى تتطرق إلى قضايا عامة، بمعدّل ثلاثة دروس كل يوم، تتراوح مدة كل درس من عشر إلى خمس عشرة دقيقة، ستُبث طيلة أيام شهر رمضان. وكانت مؤسسة الحسن الثاني للمغاربة المقيمين بالخارج تعتزم إيفاد بعثة من الوعاظ والمرشدين الدينيين والمقرئين إلى أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا، تتكون من 262 واعظا ومرشدا؛ غير أن الإجراءات المتخذة للحيلولة دون انتشار فيروس كورونا حالت دون ذلك، وهو ما دفع المؤسسة إلى الاستعانة بشبكة الأنترنيت لتلبية حاجيات مغاربة العالم في الجانب الديني، خلال رمضان. الدروس الرمضانية الموجهة إلى مغاربة العالم حضر فيها بقوة موضوع "كوفيد-19"، الذي هو حديث الساعة في مختلف بقاع العالم، حيث تناوله الوعاظ في الدروس التي بُثت إلى حد الآن، من زوايا مختلفة؛ كدور العبادات في توثيق العلاقات الاجتماعية في زمن المحن، وأهمية التضامن في زمن الوباء، وأثر الدعاء في كشف البلايا والأضرار.