في إطار البعثات الدينية التي ترسلها وزارة الأوقاف إلى عدد من البلدان بمناسبة حلول رمضان الأبرك، حل بمونتريال بكندا وفد مكون من 16 واعظا وقارئا ومرشدا دينيا، وذلك لإحياء الليالي الرمضانية، وإقامة صلاة التراويح في مساجد مونتريال والنواحي. ولقيت البعثة الدينية ترحابا كبيرا من طرف أبناء الجالية المغربية، وخصوصا من ممثلي المساجد والمراكز الدينية في مدينة مونتريال، وتم تخصيص استقبال على شرفها في المركز الثقافي المغربي "دار المغرب". وقال محمد خلادي، عن المعهد الإسلامي بمونتريال، لهسبريس، إن "طلب الجالية المسلمة بمونتريال وكندا على مثل هذه البعثات يزداد كل سنة، فقد انتقل من شخصين قبل سنوات قليلة إلى 16 واعظا هذا العام، وذلك من أجل الاستفادة من علمهم وتأطيرهم الديني". وتابع خلادي: "سجلنا مطالب جاليات عربية ومسلمة شقيقة لها رغبة في ارتياد دروس الوعظ التي يلقيها المغاربة في المساجد"، مؤكدا أن كل جمعية أو مركز سيقوم باستقبال واعظ أو قارئ في أحد المساجد لمساعدته على أداء مهمته. واستطرد المتحدث ذاته: "دور أعضاء البعثة يمتد إلى التواصل مع أبناء وشباب الجالية، في وقت نحن في أشد الحاجة إلى التأكيد على أن ديننا الحنيف هو دين التسامح والتعايش، وأن المغرب يتميز بمذهبه المالكي وعقيدته الأشعرية". محمد عريض، أحد أعضاء البعثة الدينية إلى مونتريال، أكد لهسبريس أن "الأمر لا يتعلق بالجانب الديني فحسب، وإنما يتجاوزه ليلامس الجانبين التربوي والاجتماعي"، مبرزا أن "هناك برنامجا مسطرا يتضمن مجموعة من المواضيع التربوية والدعوية التي ترتكز على الوسطية". وبخصوص تجاوب الجالية مع هذه البعثات أكد، التجاني، عضو البعثة، أن تجاوب الجالية كبير من حيث الإقبال على المساجد من أجل قراءة القرآن، وحضور الدروس، وصلاة التراويح، خاصة في نهاية الأسبوع، مردفا بأنها "فرصة للتواصل مع الجالية في أمور شرعية". وعن شروط وضوابط اختيار أعضاء مثل هذه البعثات، أكد القارئ التيجاني أنه "لا يتم اختيار الواعظ إلا إذا كان معروفا بقراءته ومعروفا باعتداله، فهو يمر عبر مراحل، أولا على مستوى المجلس العلمي المحلي في مدينته، ثم على مستوى وزارة الأوقاف". وقال المتحدث ذاته لهسبريس: "في نهاية مهام البعثة التي تدوم طيلة شهر رمضان لا بد من إعداد تقرير مفصل حول مقامنا بالخارج، يتضمن جميع الملاحظات والاقتراحات من أجل تطوير عمل البعثات الدينية إلى الخارج". وأفادت واعظة بأن من مهامها تتلخص في "تسهيل عملية التعبد خلال هذا الشهر على مرتادات المساجد من النساء، وكذا الإجابة على أسئلتهن واستفساراتهن"، مؤكدة أن "تواجد واعظات ومرشدات في البعثة هو كذلك من أجل تسهيل عملية التواصل مع المسلمات، خاصة إذا كن محرجات في طرح الأسئلة على وعاظ رجال". وفي خضم مطالب العديد من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج بضرورة حضور المؤسسات الدينية المغربية، والنموذج الديني المغربي المعروف بوسطيته واعتداله، في مواجهة ما تعج به بلاد المهجر من تجاذبات دينية وفكرية، يبقى تجاوز المنطق الموسمي في التعاطي مع التأطير الديني لمغاربة العالم ضرورة ملحة.