يصادق المجلس الحكومي، اليوم الخميس، على مرسوم يتعلق بصرف تعويض تمثيلي عن الصوائر للمشفّعين المتوجهين إلى العديد من البلدان الأوروبية خلال شهر رمضان، قصد التأطير الديني للجاليات المغربية، سواء بإمامة الصلاة في التراويح، أو بإلقاء الدروس والمواعظ الدينية. وتبلغ مكافأة العضو الواحد من البعثة الدينية التي يرسلها المغرب إلى بلدان أوروبا وأمريكا ما قيمته ألف درهم عن اليوم الواحد في شهر رمضان، ما يعني زهاء 30 ألف درهم في الشهر كاملا، دون احتساب تذكرتي السفر ذهابا وإيابا، وما تجود به الجاليات المغربية على القراء والوعاظ. ووفق ديباجة المرسوم ذاته، فإن الغاية الرئيسة من صرف تعويضات أعضاء البعثات الدينية المرسلة إلى مغاربة العالم، "حثهم على أداء مهامهم كما ينبغي لفائدة التأطير الديني للجاليات المغربية في الخارج، ومساعدتهم على تحمل تكاليف الإقامة والمعيشة بديار المهجر". وينص المرسوم على أن يعمل أعضاء البعثات الدينية المغربية إلى الخارج في شهر رمضان على إمامة الجاليات في أوروبا وأمريكا في صلاة التراويح خاصة، والاستمرار في قراءة الحزب الراتب داخل المساجد، علاوة على إلقاء دروس دينية وفق المدرسة المغربية التي تعتمد على التسامح والاعتدال والمذهب المالكي. وفيما تصرف مكافآت المشفّعين الذين يقدمون خدماتهم إلى مغاربة العالم من اعتمادات ميزانية وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أكد مصدر مسؤول من داخل الوزارة أن هناك تفكيرا في الرفع من قيمة التعويضات المخصصة للبعثات الدينية إلى الخارج في رمضان خلال السنة المقبلة. وأفاد عضو في الرابطة الوطنية لأسرة المساجد، في تصريح لهسبريس، بأن صرف ثلاثة ملايين سنتيم للمشفّع الواحد الذي يذهب ضمن البعثة الدينية إلى الخارج مُبالغ فيه، مضيفا أن المبلغ غالبا ما لا يصرف منه القارئ أو الواعظ شيئا، باعتبار أنه يعيش مجانا طيلة الشهر بفضل ضيافة الجاليات المغربية. واعتبر الإمام بأحد مساجد المملكة أن عددا من أعضاء تلك البعثات الدينية إلى الخارج في رمضان يجدونها فرصة لنيل عطايا مادية ونفعية، سواء من طرف الوزارة الوصية أو من لدن الجاليات المغربية المتعطشة لسماع أصوات قراء ووعاظ ومرشدين مغاربة، داعيا إلى الاهتمام أكثر بأوضاع القيّمين الدينيين بالمساجد الذين ينال الواحد منهم بالكاد ألف درهم في الشهر. ووصل عدد أفراد البعثات الدينية التي توجهت إلى الخارج في رمضان الحالي 220 شخصا، يشكل الوعاظ منهم 115، والمقرئون 68، والأساتذة الجامعيون 38، وتوجهوا إلى كل من فرنساوألمانيا وهولندا وبلجيكا وإيطاليا واسبانيا وكندا وأمريكا والسويد والدنمارك وبريطانيا وجبل طارق. وتتبوأ فرنسا قائمة البلدان التي تستقبل أكبر عدد من أعضاء البعثة الدينية الموجهة إلى الجالية المغربية بالخارج ب 63 واعظا ومقرئا وأستاذا جامعيا، تليها ألمانيا ب37 فردا، وهولندا ب 30، وبلجيكا ب 27، واسبانيا ب 26، ثم كندا ب 9 مبعوثين، والولايات المتحدةالأمريكية ب 4، فالسويد ب 2، وجبل طارق بواعظ واحد.