أوفدت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بعثات علمية إلى الديار الأوربية، لتأطير المغاربة المهاجرين بها وباقي الجاليات العربية خلال شهر رمضان المبارك. وقد أكد أحمد التوفيق، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية الذي أعطى انطلاقة العملية أن المغرب حريص على التأطير الديني لفائدة الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ومدها بما تحتاجه في حياتها الدينية وصونها من الخطابات المنحرفة والمتطرفة. و حسب وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية فقد بلغت بعثة هذا العام 366 عضوا منهم 312 مشفعا، و 28 واعظا ومرشدا، و 26 واعظة . و شدد الوزير خلال اجتماع للجنة الخارجية والدفاع الوطني والشؤون الإسلامية والمغاربة المقيمين بالخارح بمجلس النواب، الأربعاء الماضي، على حرص المغرب على ربط الجالية بالأصول والثوابت المغربية المتجلية في المذهب المالكي والعقيدة الأشعرية والتصوف السني، وترسيخ قيم الوطنية لديها. يذكر أن المغرب الرسمي يواجه منافسة قوية في التأطير الديني ليس فقط من قبل الجزائر والحركات الوهابية، بل أيضا من جماعة العدل والإحسان في تأطير المساجد التي يقصدها المغاربة في بلدان أوروبية، وسبق أن خسرت المغرب معركتها في هذا الشأن على سبيل المثال في إسبانيا ويبقى مصدر القلق الآخر بالنسبة إلى المغرب في حرب الاستقطاب الدينية، تلك التي يكون مصدرها توجهات مذهبية مختلفة مثل التيار الشيعي الذي بدا يستقطب مسلمين مغاربة في بلجيكا وهولندا ومناطق من فرنسا. وفي علاقة ببرامج الوعظ داخل مساجد المغرب، أوضح الوزير أن المساجد تحتضن حاليا دروسا في الوعظ والإرشاد يسهر عليها 5337 واعظا بمعدل ثلاث حصص على الأقل أسبوعيا، منهم 3899 واعظا و 1438 واعظة بمختلف فئاتهم، هذا في ما بلغ الغلاف المالي الحالي للمكافآة 33 مليون درهما، وهو ما يمثل 20.5٪ من الميزانية العامة للمجلس العلمي الأعلى، حسب توضيحات التوفيق.