بعد أن تسرّب مشروع قانون تقنين استخدام شبكات التواصل الاجتماعية الذي يعتبر وصمة عار حقوقية ونفاقا سياسيا إلى الحسابات الفايسبوكية للمغاربة، قررت أن أحوّل حسابي الفايسبوكي" المريض" بالنقد بالمرّة إلى حساب" لطيف" يغلب عليه اللون الوردي وزهور الأوركييد منثورة على جنباته وأكتب عليه أبيات شعرية وبعض الأدعية كل صباح، سأنشر عليه يوميات كورونا ووصفات المعكرونة بالجبنة واللحم المفروم، وصفات بيتزا الفصول الأربعة صُنع منزلي.. سأكتب عليه أمثالا وحكما حول حكمة الصمت والسكوت علامة الرضا وغيرها من الحكم الصامتة ! سأنخرط في المجموعات الفايسبوكية التي تناقش الأوضاع بمنتهى البرودة، و أعضاؤها دمهم بارد جدا يؤمنون أن كل ما يحدث لنا من نكسات حقوقية ديموقراطية هي قضاء و قدر و يحمدون الله عند نهاية حديثهم، مجموعات فايسبوكية تُحرّم بداخلها نقاشات مسودات ومشاريع القوانين الطاحنة.. من اليوم فصاعدا لن أنتقد على حسابي ضعف صبيب أنترنت الجيل الرابع لشركات الثالوث المقدس للاتصال التي تزودنا بالخدمة، سأكتفي بإطفاء هاتفي وإعادة تشغيله حتى تتحسن جودة الصبيب وإن لم يحدث ذلك سأصبر، وأذكر نفسي بالقانون الجديد وأصمت ! لن أشكّك في جودة وسلامة المنتوجات والسلع التي أقتنيها وسأتناولها كما هي، لن ألتقط لها صورة مشوهة على الفايسبوك مرفوقة بعبارة" اللهمّ إن هذا لمنكر" سأذكر نفسي الأمارة بالنقد بالقانون الجديد وأصمت وأصبر! سأتزود بوقود" قارتنا" الممتاز وسأشرب الماء المعدني" الصالح" لكل الأجيال والحليب الفرنسي وسألعن شيطان المقاطعة الذي وسوس لي ذات ليلة، سأذكر نفسي الأمارة بالنّقد مرة أخرى بالقانون الجديد، سأصمت وأضع الكمامة على فمي كي لا أخرق الحجر الصحي ! *كاتب رأي