يا أيها الذين ابتليتم بلغتكم، اصمتوا ! لا عفوا ولا عذرا... اصمتوا وفقط! أصمتوا، وان أردتم الكلام فما لكم إلا العربية لغة، لقد سخرناها لكم بطواعية منا... ومن أجلكم عممناها منذ سنين في مختلف مناحي حياتكم السرية والجهورية... أن تقبلوا أو ترفضوا، لا يهم... لأن لا خيار لكم سوى الكلام أو الصمت... فللكلام هيئنا لكم لغتنا العربية وخسرنا من أجل ذلك ميزانيات طويلة وعريضة لا يمكن بأي حال أن تذهب سدى...أما غير ذلك فلكم لغتكم الأمازيغية فلتصمتوا بها. أنصتوا إلينا رحمكم الله ! أنصتوا واسمعوا ! منذ أن جئنا إليكم واستوطنا هذا البلد ونحن نجاهد كي ننزلكم من قمم جبالكم، والله شاهد على ما فات علينا من تعب وكل...فلم نتعب ولم نكل... كم من ليالي سهرناها والأمطار "تفزكنا" من هنا ومن هناك يأتينا البرد ليجمد الدم في ركبنا، من أجل ماذا؟ من أجلكم أنتم، أوليس من أجلكم نحن جئنا أصلا ! كنتم صامتين بلغتكم وها نحن جعلناكم تتكلمون بلغتنا ! أفلا نستحق الشكر ! استخسرتم فينا الامتنان والثناء... وقلبتم علينا "الفيستة" بعد أن طلعتم للبرلمان بلغتنا... كي تتكلموا فيه بلغتكم الصامتة!. نحن وافقنا على جعل لغتكم لغة رسمية في الدستور فماذا تريدون أيضا ! ألا يكفيكم هذا ! كم أنتم جائعين وكم هي كبيرة "كروشكم"! أهذه هي شيمة الرجال؟ تتنكرون لسنوات من النضال فيكم من أجلكم... تتنكرون للمعلقات السبع... لأبي الأسود الدؤلي والخليل أحمد الفراهيدي وتلميذه سبويه... ! أنسيتم بهذه السهولة "سعاد في المكتبة" "با، بو، بي..." ويوسف يمثل! لا والله عيب! عيب عليكم! الآن عليكم أن تستحيوا! أن تدخلوا لجحوركم وتصمتوا بلغتكم...انتظروا حتى نعد لكم القوانين المتبقية للكلام. دعونا نفكر في كيفية نزع صمت لغتكم! اصبروا فالله يحب الصابرين. لا تظنوا أن كلامكم بالأمازيغية في البرلمان وفي مجلس المستشارين كلاما ! أنتم صامتون في لغة صامتة ! نحن من نقرر متى نفكر لرفع هذا الصمت في لغتكم... فتركونا نقرر متى نفكر... ! ما ذنبنا نحن إن أنتم ولدتم بلغة صامتة ! ما ذنبنا نحن الذين جئنا من بعيد ووجدناكم صامتين في لغتكم فاشتغلنا وثابرنا وجعلناكم تتكلمون بلغتنا ! وعوض أن تشكرونا ها أنتم ترفعون أصواتكم للكلام بلغة صامتة ! وتتركون لغة الكلام والكتابة بعد أن ربيناكم عليها وبها أحسن تربية ! أصمتوا في لغتكم رجاء، وان أردتم الكلام ها هي لغتنا تكلموا بها وقولوا ما شئتم من كلام فولله ثم تالله لن نسكتم، نحن ديمقراطيين وحافظين لحريتكم وحلقكم في الكلام. لقد فهمناكم ! فهمناكم فوافقنا على ترسيم لغتكم في الدستور وسكتنا ولم نقل شيئا ! وها نحن نستعد كي نقرر متى نفكر لنرفع الصمت الذي في لغتكم... نحن لن نصمت على هذا الصمت ! نحن كنا دائما نريد للغتكم الأمازيغية أن يكون لها صوت ولكن ما باليد حيلة ! وان كانت عيننا بصيرة فيدنا قصيرة والأقدار لا تغلب عليها الأفكار ! إن زعيمنا الذي هو رئيس حكومتنا وحكومتكم منشغل الآن في التفكير في أمور أخرى كثيرة وهي أمورا أهم من صمت لغتكم... اتركوه يفكر في تأن، فله سوى عقل واحد لا يمكن أن يتسع لكل الأفكار، خاصة تلك التي تتعلق بلغتكم الصامتة... وفي انتظار أن يفرغ عقله وتتوسع المساحة فيه... وفي انتظار أن نقرر متى نفكر نحن... اصمتوا أنتم! أصمتوا في لغتكم... أو تكلموا بلغتنا !!!... ها نحن خيرناكم ولكم أنتم أن تختاروا ولا تقللوا "الصواب علينا" في البرلمان ومجلس المستشارين وتحدثوا الهرج والمرج بلغتكم الصامتة... رجاء أيها السادة... !