تعرف أسواق بيع السمك بمدينة الدارالبيضاء إقبالا كبيرا من طرف المواطنين خلال الأيام الأولى لشهر رمضان، التي تزامنت مع حالة الطوارئ الصحية بسب جائحة كورونا. وتشهد مختلف الأسواق الخاصة ببيع السمك بالعاصمة الاقتصادية للمملكة توافد البيضاويين، خصوصا في الأحياء الشعبية التي يبحثون فيها عن أسماك السردين، وسط ازدحام في ظل الأزمة التي تشهدها البلاد. ويتخوف كثير من المواطنين أن يساهم الازدحام الذي تعرفه بعض أسواق السمك في انتقال عدوى الإصابة بفيروس كورونا المستجد، وهو ما يدفع المهنيين إلى مطالبة المواطنين بالالتزام بالتدابير الوقائية من مسافة الأمان وارتداء الكمامات. وساهم توقيت العمل المحدود الذي فرضته السلطات الحكومية على أصحاب المحلات في تزايد عدد المتبضعين في وقت واحد، الشيء الذي يؤجج التخوفات من انتشار فيروس كورونا المستجد، ما يجعل بعض الزبناء يفضّلون مغادرة المكان حتى دون نيل المراد. وساهمت تداعيات الجائحة في ارتفاع أسعار الأسماك بالنظر إلى قلة مراكب الصيد، ناهيك على كون التوقيت المحدد من لدن السلطات يدفع الباعة إلى عدم اقتناء كميات كبيرة منها مخافة فسادها في حالة عدم بيعها قبل إغلاق السوق. وأكد عدد من باعة السمك الذين تحدثوا لجريدة هسبريس الإلكترونية أن أسعار الأسماك تعرف في شهر رمضان من كل سنة ارتفاعا بالنظر إلى إقبال المواطنين عليها، غير أن ما زاد الطين بلة هذا العام هو تزامن الشهر الفضيل مع الأوضاع الاستثنائية التي تعيشها البلاد بسبب حالة الطوارئ الصحية نتيجة جائحة كورونا. وأشار هؤلاء إلى أن الظروف الحالية التي تعيشها البلاد بسبب فيروس كورونا المستجد ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أثمان السمك خلال الأيام الأولى من شهر رمضان، الأمر الذي قد يجعل المواطنين يتراجعون في الأيام المقبلة عن اقتنائها. وشدد محمد، بائع سمك في الدارالبيضاء، على أن جائحة كورونا تسببت في ارتفاع أسعار بعض الأسماك، موردا أن التوقيت المحدد للإغلاق يتسبب في توافد المواطنين بأعداد كبيرة في وقت معين، ما يتسبب بدوره في نفاد الكمية المتوفرة بسرعة. وتراوحت الأثمان في أسواق السمك على مستوى الدارالبيضاء بين 20 درهما للسردين، و100 درهم "للكلامار"، و80 درهما "للصول". وقد طمأنت وزارة الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات المغاربة بخصوص تموين الأسواق بالمنتوجات الغذائية ومستويات الأسعار خلال شهر رمضان. وأكدت الوزارة أن الأسواق تعرف تموينا جيدا من المنتوجات الغذائية ذات الاستهلاك الكبير على الرغم من الظروف التي يفرضها السياق الصحي، مشددة على أن مستويات الأسعار مستقرة ومنخفضة مقارنة بالسنة الماضية بالنسبة لبعض المواد.