بينما تتزايد المخاوف من أن تتحول المصانع إلى بؤر لانتشار فيروس "كورونا" المستجد، لم تكتفِ بعض الوحدات الصناعية بمطالبة العمال بالعودة لاستئناف عملهم فحسب، رغم استمرار حالة الطوارئ الصحية، بل إنها تحاول استغلال الدعم الذي تقدمه الدولة للعمال لتشغيلهم دون مقابل. هسبريس تحدثت إلى عدد من العمال في وحدات صناعية، فأكدوا أنهم يعيشون وسط خوف مستمر من الإصابة بفيروس "كورونا"، في ظل عدم توفير الشركات التي يعملون بها لأبسط شروط الوقاية والحماية، فيما تستغل شركات أخرى العمال لإنتاج طلبيات، رغم التصريح بتوقفهم عن العمل لدى الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي. "قالوا لينا الدولة غتخلصكم غير زيدو صبرو معانا هاد السيمانة"، تقول عاملة في شركة للنسيج تعود ملكيتها لأجانب ويوجد مقرها في الصخيرات، مضيفة، في حديثها لهسبريس: "حنا دبا غير خدامين مضرّْقين، الدولة ماعارفاش بلي حنا خدامين". هذه العاملة وزميلاتها كنّ توقفن عن العمل بعد فرض حالة الطوارئ الصحية، قبل أن يفاجأن بمسؤولي الشركة الأجانب يطلبون منهن العودة إلى عملهن، من أجل تجهيز طلبية، وبدأن العمل يوم الثلاثاء ما قبل الماضي، على أساس أن يشتغلن فقط لمدة أسبوع، لكن المشغّل طلب منهن الاستمرار في العمل لأسبوع آخر. وحسب المعلومات التي استقتها هسبريس، فإن بعض الوحدات الصناعية تستغلّ تقديم الدولة دعما للعمال المتوقفين مؤقتا عن العمل، لاستغلال المستخدمين لديهم، عبر تشغيلهم بشكل متقطع تفاديا لإثارة شكوك السلطات. وإضافة إلى استغلال العمال، فإن هؤلاء يشتغلون داخل الوحدات الصناعية في ظروف أكد عدد منهم أنها تهدد سلامتهم، سواء من حيث غياب وسائل الحماية أو الاكتظاظ. وقال عامل يشتغل في شركة للنسيج بعين عتيق، إنه تنقل عبر سيارة "خطاف" كانت تقل ما يقارب ثلاثين عاملا، انتقلوا من حي المسيرة في تمارة إلى حي عتيق، مضيفا: "لا بقات الوضع هاكا غادي نمشي نعلم القايد حيت هادشي كيخلع". عاملة أخرى في مصنع للخياطة قالت لهسبريس، إنها وزميلاتها اللواتي يزيد عددهن على أربعين عاملة، يعشن وسط الخوف منذ أول أمس، إذ كان أحد العمال قد أصيب بارتفاع في درجة الحرارة، ومنحه المشغل يوما للراحة، قبل أن يستأنف عمله اليوم، رغم أن حالته الصحية ليست مستقرة. وأردفت: "حتى لا بغيتي تهضر مع مالين الشي ماتلقاهومش، هوما دايرين الحجر الصحي فديورهم، وبقينا غير حنا والشاف ديالنا فالشركة. حنا بغينيا غير نكلسو، ما بغينا منهم والو. بغينا نكلسو فديورنا حتى يفوت هادشي حيت خايفين على راسنا وعلى وليداتنا".