تعرض عدد من العمال و العاملات بإحدى الوحدات الصناعية لتوت الأرض (الفريز) المتواجدة بدوار الحراق بجماعة الشوافع التي تبعد ب 70 كيلومتر عن مدينة القنيطرة،إلى الهجوم صباح أول أمس الثلاثاء من قبل غرباء استقدمهم صاحب الشركة الاسباني الجنسية من دواوير مجاورة،مدججين بالعصي و الهراوات و القضبان الحديدية الذين قاموا بصد العمال و انهالوا عليهم بالضرب و التنكيل و قدف العاملات بالحجارة ،مما تسبب في عدة إصابات خطيرة ،نقل بعضهم إلى المستشفى المحلي بسوق الأربعاء الغرب،إلا أن حالة رفض المستشفى استقبالها لخطورتها ،حيث تم حمله على وجه السرعة بين الحياة و الموت إلى المستشفى الإدريسي بالقنيطرة. و أكدت مصادر مطلعة من العمال ،أنهم فوجئوا صباح يوم الأربعاء عند وصولهم إلى المصنع بوجود غرباء يقومون بحراسته و يمنعون العمال و العاملات التي يبلغ عددهم حوالي 800 فردا من الدخول بدون معرفة أسباب هذا الفعل الذي أقدم عليه صاحب الشركة الاسباني الجنسية الذي يملك كذلك بالمنطقة ضيعات فلاحية تستغل لإنتاج توت الأرض و تصنعه قصد تصديره للخارج.،و أعطيت لهم الأوامر بالهجوم على العمال و العاملات و طردهم بالعنف و القوة ،حيث أصيب على إثرها عمال نقلوا إلى المستشفى المحلي بسوق الأربعاء الغرب ،بينما حالة خطيرة نقل إلى المستشفى الإدريسي بالقنيطرة ،بعدما أصيب في الرأس و اليد عن طريق قضيب حديدي مما أفقده الوعي و سقط أرضا مغمى عليه كما أصيب عدد من العمال و العاملات الذين تم رشقهم بالحجارة. و أوضح حسن غالي عامل بالوحدة الصناعية يبلغ من العمر 25 سنة ،انه يشتغل منذ 7 سنوات بأجر شهري لا يتعدى ألف درهم و هو ما جعله يحس بالاستغلال و الحكرة و يضيف حسن "لا أصدق أحيانا أنني أعيش في أرض أجدادنا ،و أتصور أنني في مستعمرة لا وجود للقانون و احترام حقوق العمال ،و يغمرني شعور باليتم و فقدان الأبوين". و كشف العمال و العاملات لهبة برس التي زارتهم في اليوم الثاني من وقفتهم الاحتجاجية ،عن المعاناة التي يعيشونها و ظروف العمل القاسية بدون توفر أبسط شروط الحماية القانونية و الاجتماعية ،فما يزيد عن عشر سنوات من العمل لا يتوفرون فيها على الضمان الاجتماعي ،التغطية الصحية،و لا يحظون بالتعويضات عن الساعات الاظافية،و العمل أيام العطل و الأعياد ،و يعيشون حالة من التهديد من الطرد من العمل و التوقيف كلما طالبوا مشغلهم بهذه الحقوق ،و الذين ذكروا ما من مرة خاضوا وقفات احتجاجية فتتدخل السلطات المحلية و تعدهم بإعطاء مهلة لتسوية وضعيتهم مع صاحب الشركة الذي لم يف بما يتم الاتفاق عليه و لا يستجيب للمطالب المشروعة للعمال و العاملات ،و أضافوا أنهم لا يمكن السكوت عما تتعرضن العملات له من تحرض جنسي من قبل بعض المسيرين على الوحدة الصناعية،ناهيك عن غياب الحماية من حوادث الشغل ،حيث تعرضت عاملة لكسر في يدها أثناء العمل و لم يكلف المشغل عناء تقديم أية مساعدة لها و هي امرأة أرملة و لها أطفال ،و بعدها أصيب احد العمال بوخز مسمار في ضلعه و ظل ينزف دون نقله إلى المستشفى للعلاج. و خلفت هذه الأحداث حالة من الاستنفار ،و حركت السلطات المحلية و الإقليمية التي سعت إلى تطويق هذا المشكل حتى لا يتحول إلى مواجهات عنيفة خاصة و أن أهالي العمال و العاملات المتواجدين بالدواوير المجاورة للوحدة الصناعية أصابهم الخوف بعد انتشار خبر تعرض أبنائهم للاعتداء ،و هو ما صب النار في الزيت و كادت أن تتطور الأمور إلى ما لا يحمد عقباه ،مما استعجل معه حضور رئيس الشؤون الداخلية بولاية الجهة إلى عين المكان ،و تدخل يوسف السعيدي الكاتب العام بالعمالة بإعطاء أوامره للسلطات المحلية لتوفير سيارة الإسعاف لنقل المصابين ،و إجلاء العمال الغرباء من الوحدة الصناعية ،كما استقبل في مساء نفس اليوم لجنة ممثلة عن العمال ،و لم تستبعد مصادرنا أن يشرف احمد الموساوي والي الجهة بنفسه على اللقاء المنتظر أن يجمع جميع الأطراف قصد التوصل إلى حل هذا المشكل و تطويق تداعياته بالمنطقة.