فاقدين أي أمل في إمكانية العودة إلى المغرب، قبل شهر رمضان، انطفأت مساعي المواطنين العالقين في مختلف بلدان العالم بعد مضي المملكة في قرار استمرار إغلاق حدودها بسبب تفشي فيروس كورونا، ليظل وضعهم مبهما في بلدان المستقر الحالي. ولم تتفاعل السلطات المغربية، إلى حدود اللحظة، مع نداءات أطلقتها عائلات العالقين، من أجل إعادتهم إلى المغرب. كما قوبلت مراسلة لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني بالصمت، قبل أن تؤكد وزارة الخارجية دراستها للملفات، لكن دون اتخاذ إجراء. ومنى العالقون البالغ عددهم 18 ألفا النفس بإمكانية العودة قبل حلول شهر رمضان، لكن قرار الحكومة تمديد فترة الطوارئ الصحية عقد من الأمر، خصوصا أمام استمرار تسجيل حالات الإصابة بالفيروس في مدن متفرقة بالبلاد، ومحدودية قدرات المنظومة الصحية. وفي كندا، وجه المغاربة العالقون، من خلال صفحات متفرقة على مواقع التواصل الاجتماعي، نداء إلى المغاربة المستقرين من أجل مساعدتهم بعد تأكد استحالة العودة، ونفاد أموالهم، مسجلين أنهم تضرروا كثيرا على المستويين النفسي والمادي من الوضع الحالي. واستغرب نداء العالقين بكندا توالي أخبار إجلاء المواطنين الأجانب العالقين بالمملكة، من خلال رحلات استثنائية أو خاصة، قبيل حلول شهر رمضان بأيام، في حين لا مستجد بالنسبة للمغاربة الذين يعانون في بلدان أخرى. وبالنسبة لتركيا، يقول سفيان، وهو مغربي عالق هناك، إن علامات العودة قبل حلول شهر رمضان اضمحلت تماما، مشيرا إلى أن الجميع كانوا يمنون النفس بالعودة، نظرا لتأزم الأوضاع، وكذا لعيش أجواء رمضان وسط الأسرة بعد غياب طويل. وأورد سفيان، في حديث مع جريدة هسبريس، أن المغاربة يتدبرون أمورهم في انتظار قرار وزارة الخارجية المرتقب، خصوصا بعد إخبارهم من لدن القنصلية باستنفاد جميع الإجراءات الممكن اتخاذها، وبالتالي سيصدر قرار العودة عن الرباط. وتبرر الحكومة رفضها إعادة المغاربة العالقين في الخارج، الذين يقدّر عددهم بأزيد من ثمانية عشر ألف شخص، بكونها لا تستطيع أن توفر لهم المراقبة الطبية، تفاديا لاحتمال نقلهم عدوى فيروس "كورونا"؛ لكن المغاربة المعنيّين يرون أن هذا المبرر غير منطقي. ويؤكد العالقون في بلدان متفرقة عبر العالم أن بمقدور الحكومة أن تعيدهم بشكل تدريجي، وتضعهم في الحجر الصحي داخل المؤسسات الفندقية أو أماكن أخرى، إلى حين التأكد من عدم إصابتهم بالفيروس المستجد.