يبدو أن ارتفاع عدد المخالطين لمرضى كورونا في المغرب إلى أزيد من 10 آلاف واحتمال توسع رقعة الوباء بمدن المملكة دفع السلطات المغربية إلى التفكير في طرق تكنولوجية متطورة لتطويق دائرة المصابين بفيروس "كوفيد 19"، عن طريق الاستعانة بإجراءات تكنولوجية بعدما أبانت عن نجاحها خصوصا في كوريا الجنوبية. وبالتوازي مع الجهود المبذولة لاحتواء فيروس كورونا في المملكة، كشفت معطيات حصلت عليها هسبريس أن السلطات المعنية تتجه إلى إطلاق حل رقمي جديد بالمغرب يهدف إلى تعزيز الجهود الحالية في مكافحة الوباء العالمي. وقام المغرب بدراسة تجارب دولية تتعلق بالحلول الرقمية، خاصة التجربة الكورية التي نجحت في استخدام قاعدة البيانات الضخمة، ونظام تتبع المواقع GPS الموجود في الهواتف الذكية، لأجل عزل المصابين بفيروس كورونا المستجد. وتُتيح هذه الحلول التكنولوجية، وهي عبارة عن تطبيقات في الهواتف الذكية لتجنب الفيروس، للمستخدمين معرفة مدى قربهم من مكان وجود مريض مؤكد بفيروس كورونا، وبالتالي يمكنك تجنب الطريق التي مر منها مصاب بكورونا أو المنطقة التي كان يوجد فيها. وتُحدد هذه التطبيقات مناطق الخطر(Zones à risque)، ما يعني أن السلطات المغربية ستضع جميع المعطيات المتعلقة بخريطة انتشار الوباء رهن إشارة مستخدمي هذه التطبيقات حتى يتسنى لهم اتخاذ الاحتياطات اللازمة من بعض المناطق والمباني المصرح بها لتفاديها. مستخدمو هذه التطبيقات، الذين كانوا على اتصال بشخص مصاب بفيروس كورونا في المغرب، سيتوصلون بإشعار عبر التطبيق أو رسالة على هاتفهم، تخبرهم بضرورة عزل أنفسهم قبل التواصل معهم من قبل السلطات المعنية لإجراء اختبار الكشف عليهم. وزارة الداخلية، وهي الجهة التي أطلقت المشروع، أوصت بضرورة أن يراعي هذا المشروع التكنولوجي تطبيقات دولية في هذا المجال؛ من قبيل: تطبيقات Open Trace، وHaMagen وPrivate Kit. ووفق الدليل الذي أعدته وزارة الداخلية المغربية، فبتاريخ 10 أبريل أطلقت الوزارة ذاتها طلب إبداء الاهتمام إلى الفاعلين في مجال التكنولوجيا الرقمية بدعم من الوزارة، على أساس أن يتم عرض الاقتراحات اليوم الاثنين، وتوقيع الاتفاقية غداً الثلاثاء مع وزارة الداخلية من قبل الشركاء المختارين، كما حدد نهاية شهر أبريل كموعد للكشف عن النسخة الأولى من التطبيق. ويستعين المغرب بتجارب تكنولوجية لمواجهة "كوفيد 19" خصوصا تجارب كل من الصينوكوريا الجنوبية وسنغافورة. وكانت شركتا آبل وغوغل أعلنتا في الولاياتالمتحدةالأمريكية، قبل يومين، أنهما تبحثان تطوير تقنية في الهواتف الذكية بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا الجديد، تنبه الأشخاص إذا كانوا على مقربة من أشخاص آخرين تم تشخيص إصابتهم بالفيروس. وقالت الشركتان الأمريكيتان، اللتان تهيمنان على سوق الهواتف الذكية بنظامي أندرويد وآي أو إس، إنهما ستعملان معا على التقنية التي ستسمح للهواتف المحمولة بتبادل المعلومات عبر خاصية البلوتوث لتنبيه الأشخاص عندما يكونون على مقربة من شخص ثبتت إصابته بفيروس كورونا.