أكد رئيس الحكومة، مساء اليوم الإثنين، أن المغرب دخل منعطفا حاسما بخصوص الوضعية الوبائية لفيروس كورونا في البلاد. وأشار العثماني إلى ارتفاع عدد إصابات بمرض "كوفيد 19" في الأيام الأخيرة الماضية، قائلاً: "نحن أمام أكثر من مائة إصابة يوميا بهذا الوباء، وأكثر من ألف ومائة حالة كإجمالي الإصابات و71 وفاة.. نجدد بهذه المناسبة الترحم عليهم والدعاء لأهلهم بالصبر والسلوان". وأضاف رئيس الحكومة، في كلمته خلال اجتماع المجلس الحكومي: "في هذه الأيام، وصلنا منعطفا حاسما، رغم أن تطور الحالات مازال متوسطا وأننا مازلنا في المرحلة الثانية. وهناك جهود لاحتواء الوباء والحد من انتشاره، إذ برهن الشعب المغربي عن تعبئة كبيرة وأظهر معدنه الأصيل في التضامن والتعبئة والانخراط وفي الالتزام". العثماني أشار إلى "شفاء أكثر من 76 حالة، وهي من الأمور المفرحة، غير أنه يجب الاستمرار في التعبئة، إذ إن التحول الوبائي لفيروس كورونا في بلادنا انتقل من الحالات الوافدة إلى 80 في المائة من الحالات المحلية"، وزاد: "كثير من البؤر الموجودة هي ذات طابع عائلي وأسري، ولاسيما بسبب بعض المناسبات الأسرية مثل الأفراح والجنائز التي لا تراعى فيها الإجراءات الوقائية والاحترازية"، مشددا على ضرورة اليقظة والالتزام بأدوات الوقاية والحماية. وأضاف رئيس الحكومة، في كلمته، أن عموم الشعب المغربي ملتزم بالتباعد الاجتماعي وبالإجراءات الاحترازية وباتباع التوجيهات الصادرة عن السلطات العمومية، "إلا أن هذا غير كاف وعلينا أن نرفع درجة الالتزام بهذه الإجراءات". وجدد العثماني دعوته إلى البقاء في البيوت والحرص على الالتزام بالاحتياطات في جميع الأحوال والأوقات، مردفا: "هذا ما يمكنه حماية بلدنا حالا ومستقبلا ويساعد على حصر تزايد الحالات، وهذا هو العاصم الوحيد من الوباء حتى في الدول الأخرى". وذكر العثماني أننا "نعيش في هذه المرحلة انتشارا كبيرا لوباء فيروس كورونا على المستوى العالمي، إذ أصاب أكثر من 200 دولة وإقليم، كما وصل عدد الحالات عبر العالم إلى أكثر من مليون وربع مليون حالة، وتجاوزت الوفيات 70 ألفا". وأبرز المصدر ذاته أن مختلف دول العالم منشغلة بمواجهة هذه الجائحة، "في وقت استطاعت بلادنا والحمد لله من خلال التوجيهات الاستباقية والإنسانية لجلالة الملك نصره الله مواجهة هذه الجائحة بأقصى ما تستطيع". كما نوه رئيس الحكومة بتعبئة العديد من القطاعات، من أطر طبية ومختلف السلطات والأجهزة الأمنية، وأشاد بتعبئة الكثير من القطاعات الصناعية لتطوير وتكييف قدراتها الإنتاجية لتواكب التحولات التي فرضتها الجائحة. وسجل العثماني أن الكثير من المقاولات الصغرى والمتوسطة تقدمت بمقترحات في هذا الإطار اعتمدتها الحكومة ودعمتها للتكيف مع احتياجات الوطن في هذه الظرفية، وأوضح على سبيل المثال أن عددا من مصانع النسيج ستنتج ما يعادل 2.5 مليون كمامة يوميا. كما أعلن رئيس الحكومة الانطلاق الفعلي يومه الإثنين لعملية توصل المستحقين من المواطنين المشتغلين في القطاع غير المهيكل، والمتوفرين على بطاقة راميد، بمبالغ الدعم المقررة لفائدتهم؛ وذلك ضمن مجموعة من الإجراءات التي اقترحتها لجنة اليقظة لدعم الأشخاص المتوقفين عن العمل، بمن فيهم أجراء القطاع المهيكل الذين توقفت المقاولات المشغلة لهم. "الحكومة ستعمل على أن يشمل الدعم في مرحلة لاحقة المهنيين المتوقفين عن العمل وغير المتوفرين على بطاقة راميد وغير المسجلين في الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي"، يورد العثماني، الذي أكد أن هذا الدعم يندرج في إطار منظومة متكاملة من أجل التخفيف من آثار هذه الجائحة على المواطنين.