أصدر محمد بنشعبون، وزير الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، قراراً يقضي باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات الواقية، في ظل تفشي فيروس "كورونا" المستجد في المغرب والعالم. ويهم هذا القرار أسعار البيع القصوى بالتقسيط للكمامات الواقية غير المنسوجة الموجهة للاستعمالات غير الطبية، التي تستجيب لمعايير المواصفة المغربية NMST 21.5.20، وسيمتد تنظيم هذه الأسعار لفترة محددة في 6 أشهر. وجاء في القرار الصادر في الجريدة الرسمية عدد 6870، أن السعر الأقصى للبيع للعموم للكمامات محدد في 2,50 درهم للوحدة مع احتساب الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة إلى العلبة المكونة من 10 وحدات، ودرهمين للوحدة مع احتساب الضريبة على القيمة المضافة بالنسبة إلى العلبة من 50 وحدة. واتخذت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة هذا القرار بناءً على القانون رقم 104.12 المتعلق بحرية الأسعار والمنافسة، ولاسيما المادة الرابعة منه. يأتي هذا القرار من طرف الحكومة بعدما عملت على توجيه معامل النسيج لتصنيع الكمامات الوقائية، إذ ارتفعت القدرة الإنتاجية الوطنية إلى 2,5 مليون كمامة يومياً. وبحسب مُعطيات صادرة عن وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الرقمي والأخضر، ستوجه هذه الكمامات للعاملين في المصانع والأطقم المجندة في الميدان وللبيع في المحلات التجارية للعموم. وبهذا القرار، يكون المغرب ضمن إنتاج الكمامات محلياً ونظم أسعارها بشكل استباقي، في وقت لا زال النقاش فيه مستمراً حول فائدة ارتداء الكمامة من طرف الجميع في عدد من دول العالم. وسبق لرئيس الحكومة سعد الدين العثماني، أن أكد أنه لا يُنصح بارتداء الكمامات إلا بالنسبة إلى الأشخاص المصابين أو الذين يعتنون بمصابين. وتمسكت مؤخراً منظمة الصحة العالمية بتوصيتها حول عدم ارتداء الكمامة إلا في حالة إصابة الشخص بفيروس كورونا المستجد، أو في حالة رعايته لشخص مصاب، والإبقاء على مسافة متر على الأقل بعيداً عن أي شخص يسعل أو يعطس لتجنب خطر العدوى. وقال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ بالمنظمة مايك ريان، في الثلاثين من مارس المنصرم، إنه "لا يوجد دليل محدد يثبت أن ارتداء الكمامات في أماكن التجمعات يحمل منفعة محتملة"، وأضاف أن بعض الأدلة أثبتت العكس في حال عدم استخدام الكمامات أو لبسها بالطريقة الصحيحة. وأضاف المسؤول في منظمة الصحة العالمية، أن العالم يُعاني نقصاً حاداً في الكمامات والمعدات الطبية الأخرى، وتابع قائلاً: "الأشخاص الأكثر تعرضاً للخطر من الفيروس هم العاملون في القطاع الصحي في الخطوط الأمامية، فهم عرضة للفيروس في كل ثانية وكل يوم، وفكرة عدم امتلاكهم كمامات مرعبة". لكن، وفق ما أورده موقع هيئة الإذاعة البريطانية، فإن لجنة من الخبراء الاستشاريين في منظمة الصحة العالمية، تعمل على تقييم فائدة ارتداء الكمامات ومساعدة ذلك في إبطاء وتيرة تفشي فيروس "كورونا" المستجد. وستعمل اللجنة على تمحيص نتائج بحث يتناول مدى انتشار الفيروس في الهواء أبعد مما كان متوقعاً في السابق، في الوقت الذي أشارت فيه دراسة أمريكية إلى أن مدى انتشار الفيروس عبر السعال يصل إلى 6 أمتار، وعبر العطس إلى 8 أمتار.