أيام قليلة تفصلنا على حلول شهر رمضان المبارك الذي يشهد انطلاق موسم الإنتاجات التلفزيونية، الذي تتنافس فيه العديد من الأعمال الدرامية والكوميدية، إلا أن هذا العام تأتي خريطته غامضة حتى الآن في ظل تفشي فيروس كورونا المستجد، ما دفع العديد من المُخرجين والمنتجين إلى وقف تصوير أعمالهم الرمضانية. إجراءات الوقاية من الإصابة بالفيروس جعلت القائمين على القطاع في مأزق بين الاستجابة لمطالب تُشدد على ضرورة إيقاف عملية التصوير بشكل مؤقت للحفاظ على صحة العاملين، وبين تكبيد المنتجين والقنوات خسائر مادية. وأمام تحفظ عدد من المنتجين المُتضررين من إيقاف عملية التصوير، أوضح مصدر مسؤول في إحدى القنوات التلفزية أنّه "في حالة عدم التزام الشركة المنتجة بالتاريخ المحدد في العقد المبرم بينها وبين القناة، فإن القانون يفرض على الشركة المنتجة أداء مبلغ مالي كذعيرة على هذا التأخير خلال الأيام العادية من السنة". أمّا فيما يخص الظرفية الصحية الاستثنائية التّي يعيشها المغرب، والتّي كانت سبباً في توقيف عجلة العديد من القطاعات الحيوية، يضيف المتحدث نفسه، فإن "العقد المبرم بين القنوات وصناع المسلسلات يتضمن بنداً يعفي شركات الإنتاج من أداء ذعيرة التأخير عن تسليم الأعمال للتلفزيون في موعدها في حالة وجود كارثة معينة تحول دون إنهاء التصوير في الموعد المحدد"، موردا أن "فيروس كورونا واحد من هذه الكوارث التي تعيشها الإنسانية، لذلك لن تكون الشركات ملزمة بأداء ذعيرة التأخير لأنها ستعود إلى مواقع التصوير لإنهاء أعمالها التلفزيونية عندما تسمح الظروف بذلك". من جهته، علق محمد بوزكو، منتج المسلسل الأمازيغي "مغريضو"، على إيقاف تصوير المسلسل بالقول: "نحن أمام وضعية استثنائية وظروف قاهرة بسب تفشي فيروس كورونا، فاتخاذ هذا القرار كان لا بُدّ منه في ظل الظروف الصحية الصعبة التّي يعشها المغرب". وأضاف المنتج المغربي في حديث لهسبريس أنّ "طاقم العمل واجه عدّة إكراهات أثناء عملية التصوير بإقليم الدرويش، في ظل غياب المواد الصحية والتعقيمية، وتجاوز الفريق لعدد ثلاثين شخصاً بين فنانين وتقنيين الذي أوصى المركز السينمائي المغربي بعدم تجاوزه في تعليماته لتقنين بلاطوهات التصوير، الشيء الذي دفع إلى اتخاذ قرار إيقاف التصوير وإخبار مسؤولي قناة الأمازيغية بذلك". وأبرز بوزكو أنّ "مواصلة التصوير في ظل هذه الظروف الصحية التّي يمر منها المغرب كبّد الشركة المنتجة خسائر مادية، نظرا لاشتغال التقنيين والفنانين في ظروف نفسية صعبة، وتعقيم كل المعدات وآلات التصوير، الشيء الذي يؤثر على أدائهم، وبالتالي على زمن التصوير، إلى جانب الحرص على تنقل أفراد الفريق من مقر السكن إلى مكان التصوير في ظروف استثنائية حفاظا على سلامتهم". وتعليقاً على أداء المنتج لذعيرة تأخير تسليم العمل في الوقت المحدد للقناة، أوضح المتحدث أنه "بناء على مذكرة وزارة الداخلية، فإن طلبات العروض في جميع الميادين التّي توقفت أنشطتها خلال هذه المرحلة لا تترتب عنها أي ذعائر أو جزاءات قانونية، وهذا الأمر ينطبق على شركات الإنتاج"، مُشيراً إلى أنّ تاريخ استئناف عملية التصوير مرتبط بالظروف الصحية وتداعيات انتشار الوباء. تجدر الإشارة إلى أن التلفزيون بجميع قنواته المحلية لم يكشف إلى حد الساعة عن الأعمال التي لم يتم تصويرها بسبب تداعيات جائحة كورونا.