أرْبك فيروس "كوفيد-19" مفاوضات العملاق البريطاني "ساوند إنيرجي" بشأن بيع الغاز الطبيعي للحكومة المغربية، إذ أعلنت الشركة المتخصصة في التنقيب عن النفط والغاز تمديد المفاوضات الثنائية بين الطرفين إلى غاية 30 يونيو المقبل بسبب تداعيات الوباء. وبعدما كان مقررا إنهاء محادثات تسويق الغاز الطبيعي المستخرج من آبار "تندرارا" الشرقية في 31 مارس المنصرم، جرى تأجيل المفاوضات بشأن مذكرة التفاهم المتعلقة ببيع "الذهب الأسود" الصادر عن العقد الامتيازي بتندرارا، وفق بيان صحافي للشركة البريطانية. تداعيات فيروس "كورونا" أوقفت أنشطة التنقيب عن الغاز الطبيعي في المملكة، بالنظر إلى تواصل سيران حالة "الطوارئ الصحية" في البلاد، إذ أعلنت الشركة البريطانية "SDX ENERGY"، المُدرجة في بورصة النفط العالمية بلندن، توقيف عملية التنقيب عن الغاز الطبيعي في منطقة الغرب بشكل مؤقت. ووقعت كلّ من "ساوند إنيرجي" والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، نهاية أكتوبر المنصرم، بمقر وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، مذكرة تفاهم تتعلق بالشروط الرئيسية لاتفاقية بيع الغاز الطبيعي المخصص لتشغيل المحطات الكهربائية. وتأتي مذكرة التفاهم بعد العرض الرسمي الذي تقدمت به الحكومة المغربية للشركة البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز، خلال ماي الماضي، بغية شراء "الذهب الأسود" المُستخرج من آبار "تندرارا" الشرقية، الذي يُتوقع أن تشرع الشركة في إنتاجه من حقول المنطقة سنة 2021. وبلغت الاستثمارات المغربية في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي ما مجموعه 20 مليار درهم خلال عشر سنوات فقط، إذ خصّص ما قدره مليار و800 مليون درهم سنة 2018. ويطمح المغرب، من وراء الاتفاق الموقع مع الشركة البريطانية، إلى تقليص نسبة استيراد الغاز المستعمل في الكهرباء بنسبة تصل إلى ثلاثين في المائة. وتُصنّف الشركة البريطانية ضمن أقوى الشركات الكبرى المتخصصة في التنقيب والبحث عن الغاز الطبيعي والبترول في منطقة شمال إفريقيا، إذ سبق لها أن اشتغلت في غرب الجيزة وميسيدا بجمهورية مصر، إلى جانب عملها في مجموعة من المناطق المغربية إبان الفترة الأخيرة. وسبق للشركة البريطانية أن أعلنت توقعاتها الأخيرة بشأن حجم الغاز الطبيعي في حقل تندرارا، المحددة في خمسة مليارات متر مكعب، إذ قامت بتحديثِ المعدات المتاحة لاستكشاف الغاز من أجل استغلال الموارد الطبيعية التي سيتمّ استخراجها وإنتاجها من آبار "تندرارا" الشرقية.