محادثات تسويق الغاز الطبيعي المُستخرج من آبار "تندرارا" الشرقية تشهد تقدّما ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، في ظل مواصلة المفاوضات الثنائية بين العملاق البريطاني "ساوند إنيرجي" والحكومة المغربية، ممثلة في المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح الشرب. وحسب ما أعلنته الشركة المتخصّصة في التنقيب عن النفط والغاز فإن المحادثات مستمرّة بشأن مذكرة التفاهم المتعلقة ببيع "الذهب الأسود" الصادر عن العقد الامتيازي بتندرارا، إذ أكدت أنها بصدد الموافقة على تمديد فترة التفاوض مع الحكومة إلى غاية 31 مارس المقبل. ووقعت كلّ من الشركة البريطانية والمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب، خلال نهاية أكتوبر المنصرم، وذلك بمقر وزارة الطاقة والمعادن والبيئة، مذكرة تفاهم تتعلق بالشروط الرئيسية لاتفاقية بيع الغاز الطبيعي المخصص لتشغيل المحطات الكهربائية. وتأتي مذكرة التفاهم بعد العرض الرسمي الذي تقدمت به الحكومة المغربية للشركة البريطانية المتخصصة في التنقيب عن الغاز، خلال ماي الماضي، بغية شراء "الذهب الأسود" المُستخرج من آبار "تندرارا" الشرقية، الذي يُتوقع أن تشرع الشركة في إنتاجه من حقول المنطقة سنة 2021. وتقترح الحكومة، حسب ما ذكره بيان صِحافي سابق للشركة، شراء الغاز الطبيعي عبر سعرين أساسين، بدءا من سنة 2022؛ سعر أول متغير تبعا لأسعار النفط على مستوى الأسواق العالمية، ثم سعر ثانٍ ثابت يتم دفعه للشركة البريطانية لتغطية تكاليف نقل الغاز الطبيعي في حقول "تندرارا"؛ بينما يرتقب أن تقتصر هذه التكاليف على نحو 12.2 مليون دولار في السنة الواحدة. وبلغت الاستثمارات المغربية في مجال التنقيب عن الغاز الطبيعي ما مجموعه 20 مليار درهم خلال عشر سنوات فقط، إذ خصّص ما قدره مليار و800 مليون درهم سنة 2018. ويطمح المغرب، من وراء الاتفاق الموقع مع الشركة البريطانية، إلى تقليص نسبة استيراد الغاز المستعمل في الكهرباء بنسبة تصل إلى ثلاثين في المائة. وتُصنّف الشركة البريطانية ضمن أقوى الشركات الكبرى المتخصصة في التنقيب والبحث عن الغاز الطبيعي والبترول في منطقة شمال إفريقيا، حيث سبق لها أن اشتغلت في غرب الجيزة وميسيدا بجمهورية مصر، إلى جانب عملها في مجموعة من المناطق المغربية إبان الفترة الأخيرة. وسبق للشركة البريطانية أن أعلنت توقعاتها الأخيرة بشأن حجم الغاز الطبيعي في حقل تندرارا، المحددة في خمسة مليارات متر مكعب، إذ قامت بتحديثِ المعدات المتاحة لاستكشاف الغاز من أجل استغلال الموارد الطبيعية التي سيتمّ استخراجها وإنتاجها من آبار "تندرارا" الشرقية.