بعدما دق متخصصون ناقوس الخطر حول تسجيل المغرب لنسب وفيات مرتفعة مقارنة مع عدد الإصابات المسجلة على الصعيد الوطني بفيروس "كورونا" المستجد، أكد محمد اليوبي، مدير الأوبئة بوزارة الصحة، أن نسبة الوفيات تبلغ في المغرب 6 في المائة. وسجل المغرب في ظرف 24 ساعة الأخيرة 7 وفيات جراء الإصابة بمرض "كوفيد-19"، ليرتفع إجمالي الوفيات في المملكة إلى 33 حالة وفاة، وهو رقم مرتفع مقارنة مع عدد من الدول التي تشهد عدد الإصابات نفسه أو أكثر. وأوضح محمد اليوبي، في تصريح صحافي، أن "بعض الدول الأوروبية المجاورة لها معدل الوفيات نفسه المسجل في المملكة تقريبا، إن لم نقل أكثر في دول الأخرى". وأشار اليوبي إلى أن نسبة 6.2 في المائة من وفيات "كورونا" التي توجد في المغرب، تعود بالأساس إلى الشفافية في التعاطي مع الأرقام، مؤكدا أن "المغرب يصرح بأرقام الوفيات كما هي ولا يخفي شيئاً"، في إشارة إلى تعمد عدد من الدول إخفاء حقيقة الوضعية الوبائية، وهو ما سبق أن نبهت إليه منظمة الصحة العالمية. وأضاف المصدر ذاته أن "هذه الوفيات بالمملكة سجلت في فئة الأشخاص الأكثر عرضة لعوامل الاختطار، سواء ارتفاع السن أو أمراض مزمنة كالربو والسكري وأمراض القلب والشرايين". وبالنسبة لمتوسط العمر لدى المتوفين بوباء كورونا في المغرب، فقد حدده اليوبي في 66 سنة، في حين إن معدل العمر لباقي الحالات المصابة هو 52 سنة. وأكد اليوبي أن عامل السن يلعب دورا كبيرا في احتمال تسجيل وفيات. وتابع المتحدث ذاته قائلا: "بالنسبة للعوامل الأخرى المرتبطة بالاختطار، فإن 82 في المائة من المتوفين كانوا مصابين بأمراض مزمنة أخرى". وشدد المصدر نفسه على أنه "إذا كانت الحالة الصحية عند بداية التكفل بالمرضى هي في 84 في المائة حالة بسيطة، وأن 16 في المائة من الحالات لدى بداية التكفل بهم حرجة، فإنه بالنسبة للأشخاص الذين توفوا تكون الحالة الصحية لديهم عند بداية التكفل جد حرجة بنسبة 85 في المائة". ويوجد المغرب ضمن محور الدول التي سجلت نسبة وفيات مرتفعة؛ إذ بلغت النسبة في أستراليا 12.6 في المائة، وفي إيطاليا 10.8 في المائة، وفي إسبانيا 8 في المائة. أما في الصين، بؤرة وباء "كوفيد-19"، فقد وصلت نسبة الوفيات إلى 4 في المائة، وأقل بكثير في ألمانيا، التي سجلت 1 في المائة. كما تسجل دول الخليج نسب وفيات ضعيفة جداً. ويربط كثير من المختصين ارتفاع عدد الوفيات في المغرب بنسبة تشخيص فيروس "كورونا"؛ إذ تم إجراء التشخيص على عدد ضعيف من المخالطين والمشتبه فيهم (2107 حالات مستبعدة) إلى حدود اليوم، في وقت تقوم دول أخرى بتشخيص آلاف الحالات بشكل يومي قبل ظهور الأعراض.