أيام عصيبة تجتازها الجالية المغربية المقيمة ببلدان المهجر؛ فأمام إغلاق المجال الجوي الوطني، وجد مغاربة العالم أنفسهم أمام الخيار الوحيد، وهو البقاء حيث هم، والالتزام بكافة التدابير الوقائية إلى حين "الانفراج". ولم يستطع المستقرون والعالقون بمختلف البلدان العودة إلى أرض الوطن إلى حدود اللحظة، وهو ما دفعهم إلى طرق أبواب السفارات والقنصليات لكن دون جدوى، خصوصا أمام الإجراءات الصارمة. وعلمت هسبريس أنّ وزارة الخارجية شرعت في إحصاء المغاربة العالقين في عدد من الدّول الأوروبية والأسيوية، الذين تزامن وجودهم خارج البلاد مع قرار السّلطات إغلاق المجال الجوّي وإعلان حالة الطّوارئ، وذلك في أفق ترحيلهم إلى أرض الوطن. وكشفت مصادر هسبريس أنّ "الوزارة أبلغت عددا من سفارات وقنصليات المغرب بضرورة إحصاء عدد العالقين في الدّول الأوروبية والأسيوية، والتّأكد من وضعيتهم الإدارية"، مبرزة أنّ "قنصليات المملكة في عدد من الدّول باشرت عملية الإحصاء في أفق ترتيب العودة المنتظرة". وقال يوسف، وهو مهاجر مغربي مستقر بالديار الفرنسية، إن السفارة المغربية بباريس لم تكلف نفسها عناء الاتصال بأفراد الجالية والسؤال عن أحوالهم، مسجلا أن العديد من العالقين لم يتوصلوا بأية إعانات. وأضاف الشاب المنحدر من مدينة إيفني، في حديث لجريدة هسبريس الإلكترونية، أنه رغم إصدار السفارة بلاغا يتضمن أرقام هواتف للتواصل، لكن لا رد على المتصلين الذين يبحثون عن طريقة للعودة إلى المغرب. وحسب إحصاء ضمن مجموعة على "فيسبوك"، فقد حلت العاصمة باريس أكبر حاضنة للمغاربة العالقين، تلتها مدينة ليون، ثم رين، وتولوز، فمرسيليا. ومازال هؤلاء يبحثون عن طريقة من أجل العودة. وفي تركيا، يقول سفيان، وهو مغربي عالق هناك، إن أبواب القنصلية أغلقت الجمعة، بعد أن وفرت مكانا للمبيت، مسجلا أن المغاربة ضائعون في العاصمة التركية، ويتواصلون فقط عبر مجموعات على "واتساب". وأضاف أن "العودة لا تلوح في الأفق الآن، لكن على الأقل وجب توفير مخاطب واضح لجميع الناس الذين يتحسسون خطر الوباء بتركيا".