في ظل الخصاص على مستوى مخزون الدم في مراكز التحاقن بمختلف ربوع المملكة جرّاء تداعيات فيروس "كورونا" المستجد، انطلقت العديد من الحملات التحسيسية التي تحثّ المغاربة على التبرع بالدم تفادياً لتأثير غياب هذه المادة الحيوية على حياة المرضى المحتاجين إليها. ففي جهة فاس-مكناس، تنظم جمعية نوادي كلية الطب والصيدلة بفاس، بتنسيق مع المركز الوطني لتحاقن الدم ومبحث الدم بفاس، حملة تحسيسية للتبرع بالدم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بالنظر إلى توقيف التجمعات العمومية من قبل وزارة الداخلية في الظرفية الراهنة. وتداول رواد الشبكات الاجتماعية، خلال اليومين الماضيين، عشرات "التدوينات" التي تدعو المغاربة إلى التبرع بالدم من أجل إنقاذ أرواح الآخرين، عبر الرفع من الاحتياطي الوطني من هذه المادة الحيوية والضرورية للحياة، الأمر الذي حظي بتفاعل واسع في الصفحات الاجتماعية. ودخلت جمعيات مدنية على الخط بإعلان تكفلها بنقل أي شخص يود التوجه إلى مراكز تحاقن الدم، واضعة لذلك خطا هاتفيا خاصا للاتصال بها. وعممت هذه التجربة في مكناس والرشيدية على سبيل المثال. ويُسمح بالخروج من المنزل للراغبين في التبرع بالدم شريطة الحصول على وثيقة من لدن أعوان السلطة تُثبت ذلك. وبعدما دق المركز الوطني لتحاقن الدم ناقوس الخطر بشأن مخزونه من هذه المادة الحيوية، بلغ عدد المتبرعين 1028 في يوم الثلاثاء المنصرم، وفق ما أورده محمد بنعجيبة، رئيس المركز، وذلك بفعل الحملات التحسيسية المكثفة التي زادت منسوب الوعي لدى المواطنين. وشارك عدد كبير من الشرطيات والشرطيين في حملة للتبرع بالدم في مجموع التراب الوطني، تفاعلا مع النداءات الداعية إلى التبرع بهذه المادة الحيوية التي سجل نقص في مخزونها. كما دعت كونفدرالية نقابات صيادلة المغرب، في بلاغ لها، الأربعاء، "كل صيادلة الصيدليات ومساعديهم للتأهب كأطر صحية وواعية بالظرفية الاستثنائية التي تمر بها بلادنا، والتوجه بكثافة إلى المراكز الجهوية لتحاقن الدم للتبرع بالدم على وجه السرعة".