يصر منظمو ألعاب طوكيو 2020 واللجنة الأولمبية الدولية على المضي قدما في إقامة الأولمبياد رغم تفشي فيروس كورونا عالميا لكن دعوات التأجيل تتزايد. ولو حدث تأجيل لعدة شهور أو لعام أو عامين فانها لن تكون المرة الأولى التي تواجه فيها الألعاب هذا الأمر. فقد تكرر هذا المشهد في 1906 حين تسببت ثورة بركان في نقل ألعاب 1908 الصيفية من روما إلى لندن بعد أن وجهت إيطاليا أموال التنظيم لإعادة بناء مدينة نابولي. ووقتها، وفي زمن لم يكن يعرف البث التلفزيوني أو مشاركة المحترفين، أقيمت الألعاب في ملعب تم تشييده في عشرة أشهر فقط. ووقفت الألعاب في وجه عواصف مالية أيضا ولم يفلح حتى الكساد العظيم اعتبارا من 1929 في الحيلولة دون إقامة ألعاب لوس أنجليس في 1932. والحرب العالمية فقط هي التي تسببت في كسر فاصل السنوات الأربع بين إقامة الدورات الصيفية. وألغيت ألعاب برلين 1916 وتم نقل ألعاب 1940 الصيفية من طوكيو إلى هلسنكي بعد الغزو الياباني للصين في 1937 قبل أن يطويها النسيان باجتياح روسيا الأراضي الفنلندية بعدها بعامين. كما دفعت ألعاب 1944 ثمن الحرب. وفازت لندن بحق التنظيم في 1939 لكنها استضافتها في 1948 بدلا من ذلك. وألغيت ألعاب 1940 الشتوية في سابورو اليابانية و1944 في كورتينا الإيطالية أيضا بسبب الحرب. وفي ثلاث مناسبات أخرى حدثت مقاطعة كبيرة للألعاب في مونتريال 1976 وفي موسكو 1980 وفي لوس أنجليس 1984 لكن في كل مرة كانت الألعاب تمضي قدما. وحتى بعد هجوم أولمبياد ميونيخ 1972 الذي أودى بحياة 11 اسرائيليا تم استئناف المنافسات بعد تعليقها لمدة 34 ساعة فقط. وإذا تأجلت أولمبياد طوكيو إلى 2021 أو بعد ذلك فانها ستكون المرة الأولى التي يتوقف فيها فاصل الأربع سنوات بين دورات الألعاب الصيفية لأسباب بعيدة عن الصراعات العالمية والحروب. وقال توماس باخ رئيس اللجنة الأولمبية الدولية لصحيفة نيويورك تايمز أمس الخميس "سبب خصوصية هذه الأزمة وصعوبتها هو الغموض الذي يكتنف الموقف. لا يمكن لأحد اليوم معرفة تطورات الوضع غدا أو كيف ستكون عليه الأوضاع بعد شهر ناهيك عن أكثر من أربعة أشهر".